رأس جدير (تونس) - لم تصدق عائلة لعمش من ولاية سيدي بلعباس الجزائرية أنها وصلت إلى بر الأمان وأنها متواجدة على الأراصي التونسية تقول آسيا التي كانت بصحبة والدتها وابن خالتها والدموع منهمرة من عينيها. وحكت آسيا التي التقتها واج في النقطة المتقدمة من مركز عبور رأس جدير على الحدود التونسية - الليبية كيف كتب لها و لمن كان في صحبتها "النجاة بأعجوبة من الموت'' بعد أن تمكن مدير مدرسة خاصة كانت تدرس بها من إخراجها في ظروف صعبة و تحت جنح الظلام هي و عائلتها الصغيرة من مدينة الزاوية التي تركتها حسبها وهي مسرح ''لمعارك طاحنة''. و قالت هذه الجزائرية العائدة من ليبيا "لا أستطيع وصف ما عانيناه في الأيام الاخيرة وحالة الرعب التي كانت تنتابنا ونحن في طريقنا إلى رأس جدير كنا محاصرين ولا نستطيع الخروج". بدت آسيا جد منهارة لكنها سرت لاستقبالها من طرف جزائريين (مبعوثي وأج) و كذا أعضاء بعثة الهلال الأحمر الجزائري ومنهم رئيس البعثة الطبية الجزائرية إلى رأس جدير الدكتور بلقاسم عمراني لتقدم لهم كل الإسعافات الضرورية و كذا النفسية ليتولى أعضاء الهلال الأحمر الجزائري الاتصال بالقنصل الجزائري بمدينة قفصة بغية ترحيل هذه العائلة الجزائرية في أقرب الآجال إلى مدينة سيدي بلعباس. وأكد الدكتور عمراني ل (وأج) أن هذه العائلة الجزائرية غادرت مركز العبور برأس جدير في ظروف صحية ونفسية جيدة حيث تلقت كل ما أمكن من المساعدة بعين المكان من طرف أعضاء بغثة الهلال الأحمر الجزائري إلى مركز عبور رأس جدير على الحدود التونسية - الليبية مشيرا إلى أنها إحدى الحالات القلائل التي عبر فيها جزائريون هذا المكان منذ وصولهم يوم الأحد الماضي إلى رأس جدير. وكانت بعثة الهلال الأحمر الجزائري إلى عين المكان قد تكفلت قبلها بثلاثة شبان جزائريين وصلوا إلى مركز العبور بعد أن سلبت منهم كل وثائقهم الشخصية وتم تجريدهم من كل الأموال و الأغراض الأخرى تقول دلال برحال مسعفة جزائرية ضمن بعثة الهلال الأحمر الجزائري مؤكدة تدخل القنصل الجزائري في قفصة بعد إبلاغه من طرف البعثة الجزائرية الذي تولى إجلاءهم إلى أرض الوطن.