أضحى المشروع الضخم لتحويل المياه من مدينة إن صالح نحو تمنراست و الذي بلغت تكلفته الاجمالية 197 مليار دينار واقعا اذ قام بتشغيله وزير الموارد المائية عبد المالك سلال يوم الثلاثاء. فزيادة على اثره الاقتصادي سيكون لهذا التحويل الذي يكمن في تزويد مدينة تمنراست انطلاقا من ان صالح بالماء الشروب على مسافة تفوق 700 كلم نتائج اجتماعية معتبرة على المنطقة. وبامكان الطبقة الجوفية لان صالح التي تتجاوز طاقاتها ال000 45 مليار متر مكعب تغطية بشكل واسع الحاجيات الخاصة بالمياه الشروب لكل المنطقة خلال القرون الخمسة أو الستة المقبلة بنسبة استهلاك سنوي تبلغ 5 مليار متر مكعب في حين لا تتجاوز الحاجيات الحالية ال400 337 ساكن بمدينة تمنراست و ضواحيها 000 25 متر مكعب بالنسبة لطاقات مبدئية تبلغ 000 50 متر مكعب/يوميا و التي هي مدعوة لأن تتضاعف في افاق سنة 2030 حسب التقنيات الأخيرة للمشروع. و للعلم فان الموارد المائية الضرورية لتلبية هذه الحاجيات تمت تعبئتها على مستوى حقلين لاستقطاب المياه يقعان على بعد 70 كلم شمال مدينة ان صالح مع الاشارة الى وجود حقل ثالث سيتم تحديده من أجل تعبئة اضافية محتملة. و يتشكل تحويل المياه من ان صالح نحو تمنراست من خزان نهائي سعته 000 50 متر مكعب يخصص لتخزين المياه المعبئة انطلاقا من عمليات التنقيب عن الحقول. كما تم وضع ست محطات ضخ على طول شريط القنوات في حين أن محطة لازالة المعادن بسعة 000 100 متر مكعب تم انجازها من أجل تقليص نسبة ملوحة المياه. و قد كلف بانجاز هذه المنشأة القاعدية مجمعي من المؤسسات: سي جي سي-سيبسك (الصين) و كوسيدار-زاخم- ايرسياس (الجزائر-لبنان-تركيا). أما استغلال و تسيير عملية تحويل المياه فقد كلفت بها مؤسسة لها صفة مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي و تجاري. و ستتكفل الكتلة الجديدة بهذه المهمة على غرار منشات ري أخرى سبق و أن شرعت في العمل. و قد تم تسلم هذا المشروع في الاجال المتعاقد عليها بفضل وتيرة الاشغال المدعمة بالرغم من درجة الحرارة المرتفعة. من جهة أخرى يرتقب انشاء مجمعات سكنية من حوالي 000 10 ساكن لكل واحدة خلال السنوات الخمس المقبلة على طول شريط تحويل المياه. أما "النواة الصعبة" لهذه المجمعات فستتشكل انطلاقا من سكنات وظيفية مبرمجة للعمال المكلفين بتسيير و استغلال محطات الضخ التي تعد جزءا من هذا المشروع. و للتذكير فان هذه المجمعات الحضرية ستزود بمصالح عمومية "ضرورية" مثل محطات الخدمات و مكاتب البريد و مراكز صحية و مؤسسات تعليمية. و تعتزم الحكومة أيضا ضمن نفس المنظور تنمية المناطق و القرى الواقعة على طول شريط المشروع على مسافة تفوق 750 كلم على غرار عين أمقل و تيت و أوطول و اراك. و قم تم الشروع في تطوير هذه المراكز الحضرية خصوصا من خلال برامج تنمية الولايات.