سمح فنانون شباب من التعاونية المسرحية "العفسة" بتلمسان للجمهور الحاضر بدار الثقافة "عبد القادر علولة" بالاطلاع على تاريخ مقهى الرمانة الشهير وفي نفس الوقت أعمال الأديب محمد ديب التي تم إقتباسها في عمل مسرحي يندرج في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية". واستمتع الجمهور الحاضر في سهرة يوم الثلاثاء بإعادة مشاهدة بعض الشخصيات التي تركت بصماتها في تاريخ المدينة مثل "حمو البلاس" التي أديت من طرف الممثل الموهوب ديبون بن عمر و"القهواجي الزبير" صاحب مقهى الرمانة الشخصية الرئيسية في المسرحية التي أخرجها علي ميدون وأداء بومدين زبلاح. وعرف هذا العرض المسرحي الذي جمع شخصيات معروفة في نصوص محمد ديب على غرار جحا وعمر وعايدة وديدي باراشو والعرفية وآخرين نجاحا كبيرا حيث سلط الضوء على الحياة اليومية للسكان المضطهدين في الحقبة الاستعمارية وكذا المشاكل الإجتماعية لتلك الفترة. وقد أديت مسرحية "مقهى الرمانة" على إيقاعات موسيقية حية حيث شملت العديد من اللوحات الفنية على غرار مونولوجات قدمها كل من عبد الكريم بلحرازم وكمال رويني ومقراني ربيع تخللتها مشاهد مستوحاة من مختلف نصوص محمد ديب مثل "فجر اسماعيل" و"ألف تحية لعرفية" و"الحريق". ويرى الباحث والمتخصص في الحكايات الشعبية سعيد رمضان أن "علي عبدون جمع بذكاء نصوص مختلفة من أعمال محمد ديب في مسرحية واحدة مما يعد تكريما لهذا الكاتب الكبير فيما تحمل تقنيات الإخراج بوضوح بصمات علولة الذي تتلمذ على يده عبدون في الماضي". وللاشارة ستعرض هذه المسرحية اليوم الأربعاء بسينما "دنيازاد" بمدينة مغنية لتعود مجددا الى تلمسان الخميس المقبل.