رفض ممثلو الديانات الكبرى بفرنسا المجتمعين ضمن ندوة مسؤولي الديانات بفرنسا عقد نقاش حول اللائكية المشوهة للاسلام بمبادرة من الاتحاد من أجل حركة شعبية بطلب من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. و اضافة الى ممثلي المسلمين أعرب فقط رئيس الفيدرالية البروتيستانتية بفرنسا و أسقف فرنسا الكبير عن رأيهما علنية حيث رفضا تنظيم هذه الندوة حول ممارسة الديانة الاسلامية بفرنسا. و قد تساءل رجلا الدين في تصريح مشترك نشر يوم الأربعاء عن الغاية من تنظيم مثل هذه الندوة. كما أكدا من جهة أخرى أن نقاش مثل هذا له "دور كبير في مجتمع حر و ديمقراطي و يحترم العنصر البشري" متسائلان اذا كان حزب سياسي و لو كان في الاغلبية "يمثل الهيئة التي يمكن ان تدير هذا النثاش لوحدها". كما أكد الرجلان أن "اللائكية تعتبر أحد أعمدة عقدنا الجمهوري و أحد دعائم ديمقراطيتنا و أحد أسس واجبنا في العيش معا. فلنسهر على المحافظة على هذا المكسب الثمين". من جهة أخرى أكد المتحدثان "ان انسجامنا في اطار الندوة التي أسسناها يكتسي معنى في مجتمعنا الفرنسي و قد تحقق ذلك بفضل مناخ التعاون بين الأديان الذي سمحت به +لائيكيتنا على الطريقة الفرنسية+ و تطوراتها منذ أكثر من قرن مضى". كما حذر الرجلان من أن التعجيل باعداد الرزنامات السياسية "قد يشوه هذه الافاق و يثير الابهام" حيث أكدا أنهما يبقيان "مهتمين بالتطورات العميقة التي يشهدها مجتمعنا لا سيما تلك التي تخص الأديان في ظل احترام اطار الجمهورية". و استرسل يقولان "لا يجب علينا أن نعقد الامور أكثر خاصة في هذه الفترة التي تشهد اضطرابات. اننا نناضل من أجل لائكية ذكية لا يمكن فصلها عن القيم الأساسية التي نتقاسمها خصوصا فيما يتعلق بكرامة و احترام الشخص و حريته و التي لا يمكن ترقيتها الا اذا توفرت الثقة المتبادلة التي تعد مصدر السلام لمجتمعنا". و قد أنشأت ندوة مسؤولي الديانات بفرنسا في 23 نوفمبر الماضي و هي تضم ست هيئات مسؤولة عن البوذية و الكنائس المسيحية و الاسلام و اليهودية. و يذكر أن النقاش حول اللائكية الذي طالب بتنظيمه الرئيس ساركوزي لم يحقق اجماعا على مستوى الحزب الرئاسي حيث اعرب الكثير من أعضائه عن رفضهم لتنظيمه معتبرين اياه مخالفا للقيم الجمهورية.