يشتد الخناق على الرئيس الايفوارى المنتهية عهدته لوران غباغبو أمام سيطرة القوات الموالية للرئيس المنتخب حسن واتارا على ميناء"سان بيدرو" الاول فى البلاد لتصدير مادة الكاكاو في العالم بعدما أحرزت تقدما في أغلب مناطق كوت ديفوار واستصدار مجلس الامن الدولى قرارا جديدا يفرض عقوبات عليه وعلى مقربيه و يدعوه الى الرحيل. وأحكمت "القوات الجمهورية"/وأغلبها من القوات الجديدة-المتمردون السابقون-/"قبضتها على مدينة"سان بيدرو" اثر هجوم أسقط المدينة التي تحتضن ميناءا استراتيجيا لتصدير مادة الكاكاو التي تعتبر كوت ديفوار أول دولة مصدرة لها في العالم الى جانب مناطق هامة أخرى. وقال أحد الموظيفين في مقاطعة "سان بيدرو" أن " ممثلي القوات الجمهورية التقوا مع السلطات المحلية و طمأنوها بأنهم جاؤوا من أجل توفير الامن في المدينة" التي تعرضت لعمليات حرق ونهب و سرقة من قبل القوات الموالية لغباغبو. وتواجه القوات الموالية لغباغبو ضغطا عسكريا "متزايدا" بعدما خسرت اغلب البلدات و لا سيما بلدة"دويكوي" التي تعتبر "البوابة الرئيسية "للمناطق الجنوبية الخاضعة لسيطرة غباغبو منذ الانقلاب الفاشل عام 2002 الذي أدى الى انفصال البلاد الى جزئين/جنوب خاضع للسيطرة النظام و شمال يسيطر عليه المتمردون/. وكانت القوات الجمهورية قد استولت أمس على بلدة "سوبري" التي تبعد ب120 كلم شمال "سان بيدرو" ضمن عملية عسكرية هجومية"واسعة النطاق " تشنها منذ ثلاثة أيام و تمكنت خلالها من تحقيق تقدما "كبيرا" عبر أنحاء كوت ديفوار. ومع سقوط العاصمة السياسة "ياموسوكرو" التي تبعد ب200 كلم عن العاصمة الاقتصادية ابيدجان في ايدي المتمردين يكون" العد التنازلي" بالنسبة لحكم لوران غباغبو الذي لم تنجح لا الوساطات الافريقية والاقليمية المتعددة و لا العقوبات الدولية الاقتصادية المتكررة في حمله على الرحيل قد بدأ "فعلا" حسب المراقبين. وعلى الجبهة الشرقية تقدمت القوات المواية لواتارا بسرعة دون أن تواجه مقاومة "قوية" من قبل قوات الدفاع و الامن الموالية لغباغبو و هي تقترب أكثر فأكثر من ابيدجان فيما يقوم الجيش النظامي بتوظيف مقاتلين جدد في صفوفه تحسبا لمعارك قد تحدث بين الجانبين للسيطرة على العاصمة. وأكدت المتحدثة باسم القوات الجمهورية بأن " المقاتلين الموالين لحسن واتارا يسيطرون على حوالى 75% من أراضى كوت ديفوار" فيما صرح غيوم سورو رئيس الوزراء في معسكر واتارا المعترف به دوليا بان "امام الرئيس بضع ساعات ليرحل و الا فستكون المسيرة الكبرى باتجاه العاصمة ابيدجان و هناك الامور ستصبح أكثر تعقيدا". وتفيد التقارير الواردة من كوت ديفوار بأن الطريق الى العاصمة ابيدجان أصبحت "ممهدة" لقوات الرئيس واتارا لمواصلة زحفها". ويرى المتتبعون للشأن الايفواري بأن التقدم "الهام" الذي تحققه "القوات الجمهورية" على الارض يعتبر "انتصارا رمزيا" أمام تراجع القوات الموالية لغباغبو التي ما تزال تسيطر على المقر الرئيسى للسلطة فى العاصمة أبيدجان الا أنه من شأنه "تمهيد الطريق" لبلوغها و اسقاط نظام الرئيس غباغبو. وحسب المراقبون "فليس أمام الرئيس المنتهية عهدته خيارا آخرا ماعدا الانسحاب من السلطة أو خوض معركة "حاسمة" قد تتقلص فيها حظوظه في الاحتفاظ بسيطرته على ابيدجان". وأمام اشتعال لهيب الحرب في كوت ديفوار التي دخلت شهرها الرابع استصدر مجلس الامن قرارا جديدا /1975 / بالإجماع يفرض عقوبات ضد الرئيس غباغبو و عدد من مقربيه وأقرب مستشاريه في إطار التعامل مع الأزمة السياسية الحالية في البلاد. ويعتير تبني هذا القرار بدون طرحه للتصويت في مجلس الأمن الدولى "خطوة جديدة" لفرض ضغوط جديدة على غباغبو لارغامه على التنازل عن السلطة للحسن واتارا المعترف به دوليا ك"رئيس شرعي" للبلاد عقب فوزه في انتخابات الرئاسة التي جرت في نوفمبر الماضي. وبمقتضى هذه العقوبات فإن هؤلاء الأشخاص عرضة لتجميد أصولهم وحظر سفرهم. وكانتفرنسا ونيجيريا طرحتامشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي يدعو إلى فرض المزيد من العقوبات على غاغبو لإرغامه على ترك السلطة. وأدان مجلس الامن الدولى ب"أشد العبارات الممكنة" تصاعد العنف في أنحاء البلاد والذي "يمكن أن يرقى لجرائم ضد الإنسانية". و تأتي هذه التطورات في الوقت الذي يلعب فيه معسكر الرئيس غباغبو "ربما آخر ورقة" له بدعوته الى وقف اطلاق نار "فوري" و"فتح حوار" مع واتارا الذي يبدو قد غير من استراتيجة تعامله مع منافسه بلجوئه هذه المرة الى "القوة بعد ان اثبتت الدبلوماسية فشلها في العديد من المرات". وقال اهوا دون ميلو المتحدث باسم معسكر غباغبو " تلقينا برقية من الاتحاد الافريقي تدعونا الى التفاوض في إطار الإتحاد الإفريقي من 4 الى 6 إفريل المقبل في أديس أبابا لم نرد بعد لكن لا يوجد سبب لرفض فرصة للحوار". و يشهد الوضع الانساني في كوت ديفوار مزيدا من التدهور بسبب النزوح الجماعي للسكان داخل و خارج كوت ديفوار حيث بلغ عدد اللاجئين الايفواريين أكثر من 90 ألف ايفواري معظمهم الى ليبيريا البلد المجاور حسب مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة.