تمكنت القوات الموالية لرئيس كوت ديفوار المعترف به من قبل المجتمع الدولي الحسن واتارا من الاستيلاء على المزيد من المدن في خضم الهجوم الشامل الذي تشنه قواته ضد العناصر الموالية لخصمه الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو من غرب إلى شرق البلاد منذ يوم أمس بعد أن باءت المحاولات الدولية بالفشل لحل الازمة في البلاد. وحققت القوات الموالية للحسن واتارا اليوم تقدما في تصعيد واضح لحملتها للاطاحة بالرئيس غباغبو إثر الهجوم الشامل الذي مكنها من إحكام سيطرتها على بلدة (دويكوي) الاستراتيجية الغربية بعد اشتباكات ضارية مع قوات غباغبو. ويعد هذا الهجوم "الأكبر" للقوات الموالية لوتارا منذ بدء الازمة الناجمة عن انتخابات 28 نوفمبر. وتقع دويكويه على بعد نحو 40 كلم جنوب خط الجبهة السابق الذي يقسم البلاد منذ العام 2002 الى شمال متمرد سابق وجنوب تحت سيطرة فريق غباغبو. وتكمن أهميتها الاستراتيجية في أن طريقها الشرقي يؤدي الى ياموسوكرو العاصمة السياسية للبلاد والجنوبي الى ميناء سان بيدرو الذي يصدر منه محصول الكاكاو الذى تعد كوت ديفوار المصدر العالمي الاول له. وبعد ديوكوي تمكنت "القوات الجديدة" أو ما يسمى بالقوات الجمهورية الموالية للرئيس واتارا من الاستيلاء على مدينة بوندوكو شرق البلاد بعد اشتباكات ضارية مع قوات غباغبو. وبينما كانت الاشتباكات تقتصر من قبل على أقصى الغرب والعاصمة أبيدجان إنتقلت اليوم لتشمل المناطق الوسطى والشرقية من البلاد وقامت في هذا الشأن القوات الموالية لواتارا بالهجوم على كتيبة تابعة لغباغبو في دالوا (وسط غرب) وآخرى بالقرب من بوندوكو (شرق) الامر الذي يطرح مشكلة بالنسبة لوقف إطلاق النار الساري" منذ مواجهات 2002-2003. وقال شهود عيان أن الاشتباكات إندلعت في قرية لاوديبا الشرقية التي تبعد نحو خمسة كيلومترات من أقرب بلدة رئيسية وهي بوندوكو القريبة من الحدود مع غانا فيما حاولت قوات موالية لواتارا الاستيلاء عليها. وذكر مصدر عسكري ان متمردين تقدموا جنوبا أيضا الى منطقة تقع خارج دالوا التى تقع في وسط حزام انتاج الكاكاو في البلاد. من جهتها أفادت تقارير اعلامية اليوم الثلاثاء أن قوات واتارا نجحت خلال الأسابيع القليلة الماضية في السيطرة على خمس بلدات غربية كانت تخضع لسيطرة غباغبو. وتسيطر القوات الموالية لواتارا على المناطق الشمالية من كوت ديفوار بعدما نجحت مؤخرا في بسط سيطرتها على بعض المناطق الغربية. وتتخوف الاوساط الدولية من أن يفضي النزاع في كوت ديفوار الى حرب أهلية طاحنة منذ أن تفجر في أعقاب فوز واتارا بانتخابات الرئاسة في شهر نوفمبر الماضي واصرار غباغبو على البقاء في السلطة على الرغم من الدعوات الدولية له للتنحي. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تتواصل فيه الحالة الانسانية في البلاد في التدهور إذ كشفت الاممالمتحدة في هذا الشان ان نحو مليون شخص فروا من البلاد جراء أعمال العنف المندلعة هناك بين أنصار الطرفين المتنافسين فيما تنتظر المفوضية السامية للامم المتحدة ان يرتفع هذا العدد مع تصاعد أعمال العنف في البلاد. كما أدت الازمة المستعصية في البلاد إلى مقتل أكثر من 400 شخص وتشريد 500 ألف آخرين حسب تقديرات الاممالمتحدة. بينما أكدت الجبهة الموالية لواتارا أن 832 شخصا لقوا مصرعهم في النزاع. ومع تصاعد أعمال العنف في البلاد يبدو الامل فى ايجاد حل سياسي سلمي للازمة بعيد المنال سيما بعد رفض واتارا للوسيط الذي عينه مؤخرا الاتحاد الافريقي ممثلا فى شخص وزير الخارجية السابق لجمهورية الرأس الأخضر جوسي بريتو لحل الأزمة في كوت ديفوار بعد أن شكك في حياديته. وقال بريتو أن "الاتحاد الافريقي أعطى اسمي" السبت كممثل اعلى لتنظيم مفاوضات بين طرفى النزاع فى كوت ديفوار "ومعكسر وتارا رفضه. ان لدى الرئيس وتارا أسبابه التي احترمها". وأبرز المتحدث أنه " لا يمكن التقدم أكثر في المهمة اذا استمر هذا الموقف". مبرزا أنه "عمل ممثل أعلى لهيئة دولية في نزاع على هذا القدر من التعقيد ليس قابلا للحياة الا اذا كان هناك تفاهم واذا قبله كل الاطراف من دون تحفظ. والحال ليست على هذا النحو وبالتالى فاني افترض ان الاتحاد الافريقي سيحلل هذا المأزق ويقرر الطريق الافضل لسلوكه".