البليدة - تشتهر بلدية بوينان الريفية الواقعة بولاية البليدة بمختلف المنتوجات الفلاحية وصناعة الصناديق الخشبية حيث تستقطب بذلك عددا هاما من الفلاحين ومن الراغبين في تعليب المنتوجات الفلاحية. و تعد الفلاحة المورد الرئيسي لسكان البلدية باعتبار أن 90 بالمائة من مساحاتها فلاحية ب7.309 هكتارا.كما تتمثل أهم هذه المنتجات الفلاحية المعروفة بالمنطقة في الحمضيات و الفواكه و بشكل أقل الخضروات. وتحصي هذه الجماعة المحلية التي تأسست إداريا سنة 1886 زهاء الثلاثين ألف نسمة معظمهم ينحدرون من جبل بني ميصرة. و علاوة على النشاط الفلاحي يمتهن عدد هام من سكان بلدية بوينان مهنة صناعة و إنتاج الصناديق الخشبية المستعملة في التعليب. و هي المهنة التي تسببت في ألحاق أضرار مادية معتبرة بالتراث الطبيعي نتيجة عمليات القطع العشوائي لأشجار الغابات. كما ظهر في السنوات الأخيرة نشاط حيوي هام يتمثل أساسا في المشتلات التي ذاع صيتها لنوعية نباتاتها على غرار الزيتون الذي يعد من المنتجات الفلاحية التي يكثر عليه الطلب من طرف الفلاحين على المستوى الوطني. و يلاحظ في السنوات الأخيرة عودة الاستقرار بهذه البلدية التي و على غرار باقي ولايات الوطن كانت قد عانت من ويلات العشرية السوداء الأمر الذي سمح بتشجيع السكان على العودة إلى مناطقهم الأصلية. و يعود الفضل في ذلك إلى الجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية التي لم تدخر جهدا من خلال تخصيصها للمئات من الإعنات المادية و الريفية الموجهة للعائلات النازحة من أراضيها الأصلية وفق ما ذكره رئيس هذه الجماعة المحلية لوأج، السيد موسى زهرة. و في هذا السياق، ذكر ذات المتحدث أن حوالي ألف عائلة أبدت رغبتها في العودة إلى مناطقها الأصلية غير أن هذه العملية تبقى مرهونة بمدى إعادة الاعتبار لشبكة الكهرباء العمومية التي لا تزال الهاجس الوحيد لهؤلاء إلى جانب إدراج بعض المرافق الحيوية الضرورية للتكفل الجيد بهؤلاء المواطنين . في مجال السكن، أعرب السيد زهرة عن أسفه لتأخر انجاز ألفي وحدة سكنية من مختلف الصيغ التي لا تزال متوقفة منذ سنة 2003 في الوقت الذي أحصت فيه البلدية أكثر من 4500 طلب على السكن الاجتماعي والتساهمي. وبالرغم من هذه النقائص غير أنه يبقى القول أن مستقبلا زاهرا لا يزال ينتظر سكان مدينة بوينان و ذلك من خلال مشروع انجاز مدينة جديدة بها تستجيب لمختلف تطلعات و انشغالات سكان هذه البلدية. واستنادا لمخطط التهيئة فان المدينة المستقبلية تتربع على مساحة 2.200 هكتارا ابتداءا من التجمعات السكنية الحالية كملاحة و عمروصة و الحسينية و بوينان بكثافة سكانية تقارب الثلاثين ألف نسمة. وحسب القائمين على هذا المشروع فقد منح لهذه المدينةالجديدة طابعا ترفيهيا بالموازاة مع ما سيتوفر عنه من مرافق رياضية و علمية و سياحية و شبانية لفائدة ما يناهز 150.000 نسمة. وستشكل بذلك المدينةالجديدة لبوينان متنفسا حقيقيا لولايتي البليدة و الجزائر العاصمة اللتين تعانيان حاليا من حالة من الاختناق و الاكتظاظ بفعل النمو المتزايد للسكان و ندرة الجيوب العقارية.