الجزائر - أكد خبراء واستاذة يوم الأربعاء بالجزائر العاصمة على أهمية الحكاية والقصة في نقل القيم الثقافية والإسلامية وتكوين شخصية الطفل وتعزيز التواصل الأسرى والعلاقات الاجتماعية وترسيم ثقافة السلم والأمن. ففي مداخلة القاها خلال "اليوم التحسيسي حول نقل قيم الثقافة الاسلامية و الحضارية للطفل " الذي بادرت به وزارة التضامن الوطني والاسرة أكد الأستاذ ميلود محمد من كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الجزائر أن الطفولة هي أدق مرحلة في حياة الإنسان على الإطلاق " لأنها مرحلة تكوين الشخصية وتقويم السلوك للمراحل اللاحقة في تاريخه". وذكر المتحدث في مداخلته بعنوان "دور الحكاية والقصة في تنمية شخصية الطفل" أن هناك ثلاثة مراحل في حياة الطفل وكل مرحلة لها خصوصيتها غير أن كل المراحل مرتبطة ببعضها البعض ارتباطا متمسكا يدخل في إطار التنشئة الاجتماعية التي يتعاون فيها كل من الأسرة ومحيط الطفل والإعلام. و أكد المتدخل على أهمية ترسيخ القيم الدينية والإسلامية والوطنية في ذهن الطفل وسلوكه من خلال الحكاية والقصة مضيفا بان الحكاية الموروثة الشفوية التي تتداولها الأسرة الجزائرية والمعروفة بحكاية الجدة هي وسيلة لدفع الطفل لتنمية خياله. وذكر أن الحكاية تتضمن أشكالا من الحيوانات وأشخاصا لعبوا دورا تاريخيا في مرحلة معينة يتم التعريف بهم مشيرا إلى أن الحكاية تساعد الطفل على تنمية قدراته الذهنية المختلفة وبناء شخصيته مستدلا في ذلك بكثير من الدراسات العلمية. وعبر المحاضر عن اسفه لتراجع الحكاية علي مستوى الأسرة بسبب الضغوطات الاجتماعية والاقتصادية والوسائل التكنولوجية الحديثة. من جهتها تناولت السيدة معامرية زبيدة مفتشة بوزارة الثقافة ماهية الحكاية ودورها في نقل القيم الثقافية الإسلامية العربية والوطنية إلى الطفل من جهة وتعليمه كيفية التواصل الاجتماعي وربط الأجيال ببعضها البعض كرجل واحد. وقالت المحاضرة صاحبة كتاب" 700 حكاية من سوق أهراس" أن الطفل يتعلم من خلال الحكاية كيف يسير وضعيات أسرية أو اجتماعية ويتعلم أيضا كيف يتحمل مسؤوليات. غير أن هذه الوسائل التعليمية بدأت —حسب المحاضرة—تفقد بريقها شيئا فشيئا في حياة الأسرة الجزائرية نتيجة اسباب وعوامل عدة. ومن جهته اعتبر السيد بن مدور ممثلا عن متحف الطفل ان للحكاية دورا فعالا في بناء شخصية الطفل وتكوينها من خلال ترسيخ مبادئ وتقاليد المجتمع الذي يعيش فيه وتتكون مجال خياله وتنمية جانبه المعرفي والعاطفي لتمكينه من مواجهة الحياة. ويذكر انه تم على هامش هذا اليوم التحسيسي تنظيم العديد من النشاطات الثقافية والمسرحية حيث تم عرض مسرحية "خداوج العمياء " من التراث الوطني التي أدى أدوارها أطفال مدرسة صغار الصم بتيليملي بالعاصمة كما قدمت رقصة عاصمية من طرف نفس المؤسسة التعليمية المتخصصة. وقدم أطفال مركز اعادة التربية بالابيار اوبيرت حول تقاليد الجزائرالبيضاء الى جانب عزف مقطوعات موسيقية أندلسية عاصمية. وتم بهذه المناسبة تكريم بعض الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وكان وزير التضامن الوطني والأسرة سعيد بركات قد نوه بهذه المناسبة بجهود الدولة الجزائرية لتوفير حياة طبيعية للطفل يسودها الأمن والسلم والطمأنينة مشيرا إلى أن قلة قليلة من الدول التي تهتم بكل مراحل حياة للطفل منذ ولادته إلى تمدرسه إلى الجامعة إلى أن يصبح إطارا يبني هو بدوره الجزائر. وكانت فعاليات اليوم التحسيسي قد بدأت بتوجيه برسالة شكر وعرفان وتقدير ومحبة من الأطفال الجزائريين إلى رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي مد يده للقضاء على الفتنة وإشعال شمعة تضيء سماء الجزائر وسن قوانين لحماية الطفل من كل أشكال العنف. وقد حضر هذه الفعاليات كل من وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد ووزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار.