الجزائر - عبرت روسيا عن رفضها للتدخل الاجنبي في سوريا وحذرت الدول الغربية من اية محاولة للدفع نحو تغيير النظام بالقوة مثلما يحدث في ليبيا في الوقت الذي تتجه فيه الانظار إلى ما سيتمخض عنه مؤتمر المعارضة السورية المنعقد باطاليا بتركيا بخصوص خارطة الطريق التي تقترحها. وكان مؤتمر المعارضة السورية المنعقد بتركيا تحت شعار " التغيير" قد واصل اليوم مناقشة التوصيات التى سيتضمنها البيان الختامى وكذا سبل دعم الحركة الاحتجاجية داخل سوريا. ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية أن جلسة اليوم من المؤتمر دعت لتقديم اقتراحات من قبل المشاركين بشأن إعلان سيتضمن خريطة طريق "للتغيير في سوريا". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أشارت في تقرير لها إلى ان المشاركين في المؤتمر يسعون إلى تأسيس لجنة من المقرر ان يتم انتخابها اليوم "تعمل كذراع تنفيذى للمعارضة فى الاتفاقات والصفقات مع القوى العالمية خاصة الولاياتالمتحدة". وكان وزير الخارجية الروسى سيرغى لافروف قد جدد اليوم موقف بلاده الرافض للتدخل الخارجى فى شئون سوريا ودعا الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية إلى ضرورة وضع حد لأية محاولات للدفع نحو تغيير النظام في سوريا بالقوة كما يحدث في ليبيا محذرا من ان هذه المحاولات ستكون لها "انعكاسات خطيرة على المنطقة". وقال لافروف في مقابلة مع شبكة "بلومبرغ" الإخبارية الأميركية ان روسيا تعارض تدخل مجلس الأمن الدولي في سوريا . وحث على العمل "بإصرار مع القيادة السورية من أجل الإسراع بإجراء الإصلاحات". ومن جهة اخرى دعا لافروف المعارضة السورية المجتمعة بانطاليا جنوب تركيا إلى "عدم تجاهل الإشارات الإيجابية " التي وجهتها اليهم دمشق في الآونة الأخيرة والتصرف"بروح المسؤولية" تجاه مصير بلادهم مشددا على ان طلب "ضبط النفس يجب ان يوجه ليس إلى السلطات فحسب بل وإلى المعارضة التي يوجد بينها العديد من الفصائل المسلحة التي تتصرف بوقاحة". ومن جهته اعتبر الرئيس اللبناني العماد اميل لحود اليوم ان ستمرار الاحداث الامنية "المبعثرة والمصطنعة والمتنقلة في سوريا بسلاح مشبوه "انما يدل على ان المخطط بعيد كل البعد عن شعار"مصلحة الشعب" . واعتبر ان ما يحدث في سوريا يستهدف نظام "الممانعة والمقاومة" وشرذمة الامة العربية وضرب استقرار بعض اوطانها. ونقل المكتب الاعلامي للرئيس اللبناني قول العماد اميل لحود ان قرارالرئيس بشار الاسد بالعفو عن الموقوفين والمعتقلين وتاليف هيئة لوضع الاسس العامة لحوار وطني من شأنهما "طمأنة من لا يزال يشكك في نوايا الحكم بمسالتي الانفتاح والاصلاح". وكان وزير الخارجية التركي رجب طيب أردوغان قد جدد اهتمام تركيا بما يجري فى سوريا الدولة المجاورة واعتبر ان ما يحدث هناك " مسألة تخص تركيا" مجدد استعداد بلاده لتقديم جميع أشكال الدعم لسوريا من أجل تنفيذ هذه الإصلاحات. و أشار أردوغان الذي تحتضن بلاده مؤتمر المعارضة السورية منذ امس الاربعاء في تصريحات صحفية اليوم ان "باب تركيا مفتوح امام انصار النظام في سوريا كما امام المعارضة" ووصف اصدار الرئيس السوري بشار الأسد قرارا بالعفو العام عن السجناء السياسيين ومن بينهم الإخوان المسلمين بانه " خطوة شجاعة". ومن جهته أكد وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في حديث لصحيفة "الشرق" القطرية نشرته اليوم " حرص" بلاده على أمن واستقرار سوريا باعتبارها "جارة مهمة لها" مشيرا إلى ان هناك اتصالات مستمرة بين عمان ودمشق. وتشهد سوريا منذ مارس الماضي مظاهرات مطالبة باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية سقط خلالها مئات القتلى والجرحى. وتتهم السلطات السورية مجموعات مسلحة مدعومة من الخارج بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الآمن. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" قد انتقدت اليوم الحكومة السورية بشان ما وصفته ب"الانتهاكات" ضد المحتجين المدنيين ودعت الأممالمتحدة تحميل الحكومة السورية مسئولية هذه "الانتهاكات" ضد حقوق الإنسان. كما طالب المستشاران الخاصان للأمين العام للأمم المتحدة فرانسيس دينج, المعني بمنع الإبادة الجماعية, وإدوارد لوك, المعني بمسئولية الحماية في بيان لهما من الحكومة السورية السماح ب"إجراء تحقيق مستقل وشامل وموضوعي" حول الانتهاكات المزعومة للقانون الدولي لحقوق الإنسان.