الجزائر- قال الأستاذ علي هارون المحامي و احد الوجوه البارزة في الثورة الجزائرية يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن الديمقراطية في الجزائر هي أكثر "شكلية" منها إلى حقيقية و انه أصبح من "الضروري" الحفاظ على مكتسبات الجمهورية و دولة القانون. و انطلاقا من فكرة أن الديمقراطية الحقيقية هي "تلك التي تحترم حقوق الأقليات" أوضح علي هارون لدى تدخله في منتدى المجاهد الذي خصص لتقديم كتابه الجديد "الصفاء ترقية حقوق الإنسان و انشغالات (1991-1992)" انه "اينما تواجد عدم احترام حقوق الانسان فلا وجود لمستقبل". و اشار الى ان "الممارسة الديمقراطية هي ثقافة تتطلب تربية و ان الديمقراطية تكتسب بتضحيات الشعب فقد عشنا منذ الاستقلال تحت نظام ديمقراطية واجهة اذ ان الديمقراطية ليست فوضى انها نظام له قواعده" مضيفا ان "المحافظة على (مكتسبات) الديمقراطية و الجمهورية و دولة الحق امر ضروري". و عن سؤال حول ما اذا كان يشارك في المشاورات التي شرع فيها يوم 21 ماي مع فاعلين سياسيين من قبل هيئة المشاورات حول الاصلاحات السياسية اكتفى علي هارون الرئيس الاسبق لجمعية قدماء مجاهدي فدرالية فرنسا و عضو سابق في المجلس الاعلى للدولة بين 1992-1994 بالقول: "انتظروا اولا لمعرفة ما اذا كنت مدعوا من قبل هذه لالهيئة او لا...". و تابع يقول انه اذا كان النظام نفسه "يعترف حاليا بضرورة الشروع في اصلاحات عميقة" فان ذلك يفسر "انه لم يشرع في الاصلاحات الموعودة و انه بحاجة الى كثير من التحسينات". و بخصوص الوضع السائد في العالم العربي الذي يتميز بموجة غير مسبوقة من الاحتجاجات الشعبية ضد الانظمة القائمة اعتبر المتدخل ان "الشعوب قد فهمت ان الديمقراطية المطبقة في بلدانهم غير كافية و قرروا اخذ مصيرهم بايديهم". اما فيما يتعلق بكتابة الجديد الذي صدر عن دار النشر القصبة فقد ذكر انه يتناول عمل و ظروف انشاء وزارة حقوق الانسان في الجزائر في جوان 1991 و يعود الى ما بعد اضراب العصيان الذي قامت به الجبهة الاسلامية للانقاذ المنحلة و الاعلان في 18 جوان 1991 عن انشاء الحكومة الجديدة المكلفة بتحضير انتخابات تشريعية مسبقة في نهاية تلك السنة. كما ابرز علي هارون الذي كان قد عين على راس وزارة حقوق الانسان ان تلك الوزارة كانت "سابقة في الجزائر و في العالم العربي" مذكرا بان مدة حياة هذه الوزارة التي انشئت في خضم حركة العصيان التي قام بها الحزب المنحل لم تتعدى ستة اشهر. و خلص في الاخير الى القول "انني لست مؤرخا و لا كاتبا و قد الفت هذا الكتاب ليكون شهادة عن تجربتي الشخصية حول حقبة بارزة من تاريخ الجزائر (المستقلة) كما ان جميع الاحداث المذكورة حقيقية".