شرشال - أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، يوم الأحد بشرشال (تيبازة)، أن مطلب ترسيخ السلم والأمن نهائيا الذي أصبح واقعا ملموسا "مهمة أساسية وكبرى" يضطلع بها الجيش الوطني الشعبي. وقال الفريق قايد صالح في مداخلة له بمناسبة تخرج دفعات بالأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة: "أن السلم والأمن والأمان الذي أصبح الآن ودون مبالغة واقعا ملموسا في بلادنا سيبقى مطلب ترسيخه أكثر فأكثر و بصفة نهائية مهمة أساسية وكبرى من المهام المنوطة بالجيش الوطني الشعبي رفقة كافة الأسلاك الأمنية الأخرى". وأضاف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي أن هذه المهمة "التي بقدر ما تستدعي الإستفادة من مزايا ميثاق السلم والمصالحة الوطنية (...) بقدر كل ذلك فإنها تستدعي أيضا وحتما مواصلة جهد مطاردة بقايا الإرهابيين وجهد تضييق الخناق عليهم وعلى أعوانهم من عصابات التهريب والجريمة المنظمة ومتابعة محاصرة تحركاتهم محليا وإقليميا لا سيما على مستوى بلدان الساحل التي تأثرت كثيرا بما أفرزته وتفرزه الأحداث الجارية في المنطقة". وتابع الفريق قايد صالح في ذات الإطار أن ذلك "ما حفز (...) على تفعيل وتنشيط جهود التنسيق الأمني ومساعي الانسجام العملياتي بين جيوشها الأربعة (بلدان الساحل) والوصول بها الى الدرجات المأمولة". من جهة أخرى أشار رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي إلى ان "مصلحة الجزائر العليا و المحافظة على وحدتها الترابية والشعبية وصيانة أمنها الوطني وقرارها السياسي السيد" تستدعي "مواصلة مشوار اكتساب المعرف العلمية والفنون العسكرية والتحكم في ناصية التكنولوجيات الحديثة بما يكفل تعميق مفهوم الاحتراف لدى قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي" مع العمل على "تمتين أسسه وتعزيز قدراته القتالية والعملياتية". كما أبرز الفريق قايد صالح في كلمته "تواصل الإصلاحات العميقة الهيكلية والبيداغوجية" التي أدخلت على المنظومة التكوينية للجيش الوطني الشعبي منذ سنة 2007 . وفي هذا الصدد، نوه رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ب"الجهد والعناية الفائقة والمتابعة الدقيقة للمسار التعليمي والتكويني لمدارس أشبال الأمة التي أعيدت الى الوجود بثوب وتسمية جديدين وفتحت أولى مدارسها الثانوية في مدينة وهران خلال السنة الدراسية 2009-2010 بفضل مبادرة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة". وأشار إلى أن قطف "أولى ثمار هذه المؤسسة العريقة والتاريخية" سيكون إثر "مشاركة منتسبيها في امتحان شهادة البكالوريا بداية من السنة الدراسية 2011-2012" مؤكداعلى العمل و"في الأوقات المحددة على افتتاح المدارس المتبقية التي تم توزيعها على كافة ربوع الوطن شرقا وغربا وشمالا وجنوبا". كما ذكر الفريق قايد أحمد صالح بالمناسبة بأن الجيش الوطني الشعبي "الذي يعيش في حضن شعبه الاصيل سيبقى يقاسمه قناعاته الوطنية الراسخة والثابتة ويبقى يستحضر معه في كل وقت وحين مخزون تاريخه المجيد". وأضاف أن هذا التاريخ "لا تزال تفاصيل ملحمته الخالدة عالقة في حنايا ذاكرته الجماعية ولا تزال صور المعاناة المريرة والتضحيات الجسيمة والمكابدة لشتى أشكال ظلم الإستعمار الفرنسي البغيض منذ 1830 الى غاية 1962 راسخة في ضميره الجمعي". وأوضح الفريق احمد قايد صالح انه "من وحي هذا التواصل العميق والتماثل المبدئي الواضح والمتجذر برزت قوة التلاحم العفوي والتضامن الشديد بين الجيش والشعب أثناء المحن والكوارث الطبيعية التي عرفتها بلادنا خلال السنوات الماضية وتجلت معها تلك الروح الاخوية الصادقة التي خيمت على أجواء التعاون والتكاتف بين الافراد العسكريين واخوانهم المواطنين".