تمنراست - عرف اللقاء التشاوري حول التنمية المحلية الذي اختتمت أشغاله يوم الإثنين بتمنراست مشاركة كبيرة للشباب الذين قدموا من مختلف بلديات هذه الولاية الواقعة في أقصى جنوب البلاد لتقديم انشغالاتهم للسلطات العمومية. و شكل التشغيل و التكوين و السكن و الثقافة و الرياضة أهم النقاط المشتركة التي ركز عليها الشباب في مداخلاتهم لكنها لم تكن انشغالاتهم الوحيدة إذ أبرز الشباب -جامعيون و إطارات و بطالون- الذين أخذوا الكلمة مدى وعيهم السياسي. و بالإضافة إلى هذه الانشغالات الأساسية دعا الشباب السلطات العليا للبلاد إلى وضع ثقتها فيهم و إلى إشراكهم في تسيير شؤون البلاد. ففي تصريح ل (وأج) عقب مداخلة وجيزة لرئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير باباس أكد شريف حائز على ليسانس في الحقوق "نحن ننتمي إلى هذا الوطن و يجب علينا المساهمة في بنائه " مضيفا "يجب على الحكومة ان تثق فينا وفي قدراتنا". و يشاطره مولود و عبد المجيد و علي و محمد نفس القناعات إذ يريدون التعبير عن تطلعاتهم و انشغالاتهم بشتى الطرق الممكنة. و يعد أمن الحدود الجنوبية لتمنراست نقطة أخرى اتفق عليها هؤلاء الشباب الذين أبدوا على غرار باقي السكان المحليين التزامهم من أجل "السيادة الوطنية" واضعين أنفسهم "كحصن منيع للجزائر في قلب إفريقيا سيما في هذه الظروف الإقليمية الصعبة" حسب أحدهم. و من ضمن الاقتراحات التي تكررت كثيرا خلال المداخلات منح فرصة للكفاءات المحلية في اعتلاء المناصب العليا للمسؤولية و تسيير شؤونهم المحلية. كما تضمنت اقتراحات المتدخلين خلال هذا اللقاء الذي دام حوالي سبع ساعات تاسيس صناعة منجمية محلية من شأنها أن تثمن حقول الذهب و اليورانيوم و استحداث فروع جديدة للتكوين الجامعي و المهني مكيفة مع خصوصيات المنطقة و كذا الاستفادة من الماء الشروب. و تمت المطالبة من جهة أخرى بانفتاح أكبر لوسائل الإعلام المحلية سيما الإذاعة على انشغالات السكان كقناة للتواصل بين السكان و الإدارة المحلية. و تأتي الإنشغالات و الإقتراحات العديدة التي طرحها المتدخلون لتؤكد تلك المطروحة خلال اللقاءين السابقين المنعقدين بتندوف و إليزي. و يتعلق الأمر أساسا بتعزيز إجراءات دعم تربية الإبل و تكييف صيغ السكن مع الخصائص الإجتماعية و الثقافية و الهندسية للمنطقة و تحسين التأطير الإداري و الطبي و التربوي. و كان لقاء تمنراست الثالث من نوعه بعد لقاءي تندوف و إليزي قد استهل اشغاله امس الأحد باجتماع جمع باباس و المنتخبين المحليين بالمجالس المنتخبة البلدية و الولائية و كذا ممثلي عاصمة الأهقار بالبرلمان و كان متبوعا في المساء بمداخلة قدمها والي تمنراست حول جهود التنمية المحلية. و سيكون لقاء تمنراست متبوعا غدا الثلاثاء بلقاء محلي أخر بولاية أدرار ثم ببشار يوم الأربعاء في نفس الإطار. و تندرج اللقاءات المحلية للتشاور حول التنمية المحلية التي ستتواصل إلى غاية شهر نوفمبر القادم في إطار تفكير وطني عميق حول التنمية المحلية من القاعدة إلى القمة. و يرمي هذا التفكير إلى تكييف أهداف التنمية المحلية مع تطلعات السكان من خلال إضفاء فعالية أكبر على آليات التدخل المالي و التقني للسلطات العمومية. و سيتواصل مسعى المجلس الإقتصادي و الإجتماعي بعقد ست جلسات جهوية ابتداء من نهاية نوفمبر القادم تكون متبوعة بدورها بجلسات وطنية حول التنمية المحلية ستعقد يوم 22 ديسمبر القادم بالجزائرالعاصمة. و كان المجلس الإقتصادي و الإجتماعي قد كلف في ماي الماضي من طرف رئيس الجمهورية بمهمة تنشيط التشاور الوطني الرامي إلى تكييف أهداف التنمية المحلية مع تطلعات السكان.