باريس - اعتبر إقتراح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي و المتمثل في قبول فلسطين "دولة بصفة مراقب" في الأممالمتحدة على أنه لا يتطابق مع الموقف الدبلوماسي التقليدي لفرنسا بينما تصفه بعض المنظمات غير الحكومية بالتصرف "المخادع سياسيا". و اعتبر الكاتب الأول بالنيابة للحزب الإشتراكي أن الإقتراح الذي قدمه الرئيس نيكولا ساركوزي يوم الأربعاء امام الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة لا يتطابق مع الموقف الدبلوماسي التقليدي لفرنسا. و صرح المتحدث أن "الحزب الإشتراكي يدعو فرنسا للإعتراف بالدولة الفلسطينية و بذل جميع الجهود الممكنة لكي يدافع الإتحاد الأوروبي على هذا الإعتراف و هي مرحلة حاسمة لإضفاء أكثر واقعية على التعايش السلمي للدولتين الفلسطينية و الإسرائيلية و تعايش شعبيهما". و أكد مسؤول الحزب الإشتراكي أنه من غير الممكن تحقيق أي سلم مستديم دون إشراك حقيقي لجميع دول المنطقة و بالخصوص الدول العربية التي قدمت مبادرة مباردة سلام حقيقية. و اعتبر حافظ الاختام السابق روبرت بادينتر اليوم الخميس أن منح الفلسطينيين مقعد في نفس المرتبة مع الفاتيكان "يعتبر سخرية" مؤكدا لايمكن الطلب من الفلسطينيين الجلوس على مقاعد بينما يتم تحديد مصيرهم في الميدان. و أضاف أنه من الضروري الإعلان عن هذا الإعتراف في أقرب وقت ممكن. كما وصف الرئيس الشرفي للحركة ضد العنصرية و من اجل الصداقة بين الشعوب مولود عونيت الموقف الرسمي لفرنسا بخصوص هذا الملف "بالمخادع" مشيرا إلى التناقض البارز بين الموقف الأولى للرئيس الفرنسي و تصريحاته الأخيرة و الذي يعتبره غير مفهوم و غير العادل. و أوضح أنه عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعوب و عندما يتعلق الأمر بحق إحترام شرف الرجال و النساء و الأطفال لا يجب التردد و لا أظن أن مثل هذا التصرف لا يخدم فرنسا و لا يحترم حتى السلام و لا الطابع العالمي لحقوق الإنسان. و قد إجتمع ما يقارب 200 شخص يوم الأربعاء في ساحة الأبيرا بباريس للإعتراف بالدولة الفلسطينية كالدولة 194 للمجتمع الدولي تلبية لنداء جمعيات التضامن مع فلسطين و المنظمات غير الحكومية. و لدى تعليقه على المقترح الذي أدلى به الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امام الجمعية العامة لمنظمة الأممالمتحدة أبرز الرئيس الشرفي لرابطة حقوق الإنسان جان بيير دوبوا أنه منذ إنتخاب الرئيس ساركوزي فإن موقف فرنسا بخصوص هذا الملف قد شهد تدهورا معتبرا".