الشلف - اعتبر ممثلو الحركة الجمعوية لثلاث ولايات لوسط غرب البلاد اليوم الأربعاء أن تأثير الإصلاحات التي بادرت بها الدولة و المبالغ الضخمة التي خصصت لتحسين الصحة العمومية و للتعليم "لم يكن لها تأثير كبير" على المستوى المحلي. و اعتبر ممثلو الجمعيات و المنظمات غير الحكومية تنشط بولايات تيبازة والشلف و عين الدفلة خلال لقاء تشاوري حول التنمية المحلية انه على الرغم من الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية فان وضعية التربية و الصحة في ولاياتهم تبقى "غير كافية" و تستلزم تكفلا "فوريا". و تأسف رئيس جمعية من ولاية عين الدفلة خلال لقاء نشطه وفد عن المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي قائلا "نحن مرغمون على التنقل إلى غاية الجزائر العاصمة أو وهران من اجل العلاج لان المستشفى الوحيد الموجود في ولايتنا يسجل نقصا فادحا في الوسائل و التخصصات". و أكد "انه فور معاينة حالة حساسة فان الأطباء العاملين في القطاعات الصحية الموجودة خارج المجمعات السكانية يقومون بتوجيه المريض نحو أحد مستشفيات العاصمة أو إحدى الولايات الكبرى الأخرى. و عندما يصل المريض هناك لا يعرف أي باب يطرق و يجد نفسه لوحده". و انتقدت من جهتها رئيسة جمعية تنشط في قرية بولاية الشلف نوعية التكفل بالمرضى المصابين بالأمراض المزمنة في المناطق الريفية الخالية من وسائل العلاج القعدية. و دعت إلى توزيع عادل للتجهيزات الطبية لضمان توازن في هذا المجال بين مختلف مناطق البلاد و إلى تعزيز عدد الأطباء المختصين في المناطق المعزولة من التراب الوطني. و أضافت قائلة "أن مرضى السرطان ملزمون بالتنقل بانتظام إلى الجزائر العاصمة من اجل حصة علاج بالأشعة أو علاج كميائي. و ينتقلون حتى من اجل القيام بصورة أشعة عن الصدر نظرا لعدم وجود مصالح تصوير طبي في قراهم". و في هذا السياق دعت إلى بناء مراكز لمكافحة السرطان في المناطق الداخلية للبلاد و ليس في المدن الكبرى فحسب. و من جهة أخرى سجل عضو من جمعية حماية الطفولة و مقرها متواجد بولاية تيبازة نقص النقل و المطاعم المدرسية بالمناطق المعزولة بهذه الولاية الساحلية. كما كشف عن نقص في المؤسسات التربوية في الطورين المتوسط و الثانوي بتيبازة حيث يتعين على المتمدرسين بالمناطق الريفية قطع مسافات طويلة غالبا راجلين للالتحاق بالثانوية أو المتوسطة بعاصمة الولاية. و أوضح أنه "يتم في بعض الأحيان بناء مؤسسات تربوية تكلف ملايين الدينارات بمواقع معزولة أو بعيدة عن المجمعات السكنية في حين قد يمكن خيار جيد للموقع اقتصاد تكاليف النقل و اكل التلاميذ لأنهم سيتمدرسون بالقرب من مقر سكناهم". و من جهته طالب رئيس جمعية من عين الدفلى بمراجعة البرامج المدرسية التي "لا تستجيب إلى تطلعات التلاميذ و لا أوليائهم" و كذا رفع ميزانيات البلدية المخصصة لتجهيز المؤسسات التربوية. و قال في هذا الصدد "مدارسنا تفتقر للتدفئة و الإنارة و المراحيض" مشيرا في نفس السياق إلى نقص الأساتذة و المختصين النفسانيين في المناطق المعزولة التي عانت ويلات الإرهاب. من جهته أكد رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير باباس أن التوصيات التي خرجت بها المشاورات الوطنية حول التنمية المحلية التي تمت مباشرتها في الخامس من سبتمبر الماضي ستدرج ضمن البرنامج الوطني للإصلاحات. و قال باباس خلال هذا اللقاء الذي شارك فيه مئات الممثلين عن المجتمع المدني ان "التوصيات يجب ان تكون ملائمة لأنها ستدرج ضمن البرنامج الوطني للإصلاحات و ستطبق فورا". و كان وفد المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي قد نشط امس الثلاثاء لقائين تشاوريين مع ممثلي السلطة التنفيذية و منتخبين من ولايات الشلف و تيبازة و عين الدفلى.