الجزائر - أكد مختصون أن الانفلونزا الموسمية إصابة فيروسية حادة "خطيرة و أحيانا قاتلة" تتطلب حملة وقائية واسعة لحث الأشخاص الذين يعانون من هشاشة على التلقيح. و أكد رئيس مصلحة الأوبئة و الطب الوقائي بالمركز الاستشفائي الجامعي لبني مسوس البروفيسور عبد الكريم سوكحال ل (وأج) أن "الانفلونزا تبقى خطيرة و قاتلة بحيث أنها تصيب خصوصا الأشخاص البالغين من العمر 65 سنة الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفا و كذا المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة (اصابات قلبية أو رئوية أو كلوية أو كبدية أو أمراض الدم أو داء السكري أو الربو". و ذكر هذا المختص استنادا إلى احصائيات المنظمة العالمية للصحة أن أكثر من 90 بالمئة من الوفيات الناجمة عن الانفلونزا تسجل لدى الفئات الأكثر عرضة للاصابة و المسنين. و أشار البروفيسور سوكحال أن خطر الوفاة و التعقيدات الطبية يرتفع في سن 60 سنة. و أضاف أن فيروس الانفلونزا يؤثر بشكل مباشر على الخلية البشرية التي لا تتوفر في هذه الحالة على مضادات حيوية للمقاومة و هو ما يفسر ضعف الشخص المصاب خصوصا إذا كان هذا الأخير ينتمي إلى الفئة الأكثر عرضة للاصابة. و أوصى البروفيسور سوكحال باستعمال اللقاح الذي تنتجه المنظمة العالمية للصحة لأنه يقضي على الفيروس المطابق للشكل المنتشر خلال الموسم. و خلال شهر فيفري من كل سنة يجتمع أعضاء المنظمة العالمية للصحة للتحدث عن فيروس الانفلونزا الموسمية و يعطون على أساس الأشكال المكتشفة تعليمات للمخابر لانتاج اللقاح المطابق لشكل الفيروس. و دعا رئيس مصلحة الأوبئة و الطب الوقائي و هي كذلك عبارة عن مركز دولي للوقاية الوحيد في الجزائر الأشخاص الأكثر هشاشة إلى التلقيح محذرا من أخطار الانفلونزا الموسمية في حالة وباء. و أشارت المنظمة العالمية للصحة إلى أن الأوبئة السنوية للانفلونزا الموسمية لدى الفئات الأكثر عرضة للاصابة تتسبب في حالات اصابة القصبات الهوائية العليا بنسبة تتراوح ما بين 5 بالمئة و 15 بالمئة مقارنة بالعدد الاجمالي للسكان. و قد تكون نفس هذه الأوبئة المتسببة في ثلاثة إلى خمسة مليون حالة إصابة بأمراض خطيرة و عن 250000 إلى 500000 وفاة بما يؤكد الأهمية الحيوية للقاح. و أكد الشاب وليد البالغ من عمر 23 سنة الذي التقيناه بالمستشفى الجامعي لبني مسوس و الذي يعاني من مرض مزمن أنها المرة الأولى التي يتلقى فيها اللقاح و ذلك بعد أن وصف له طبيبه المعالج بمصلحة طب المفاصل حيث كان يخضع للعلاج اللقاح المضاد للأنفلونزا و للالتهابات الرئوية. و من جهتها اعتادت السيدة فتيحة البالغة من العمر 66 سنة على تلقي اللقاح بالمستشفى موضحة أنها جعلت من اللقاح ضرورة منذ تضاعف أنواع الأنفلونزا إذ "تبقى الوقاية كما قالت خير من العلاج". لكن بالمقابل يرى البعض أن اللقاح المضاد للأنفلونزا ليس فعالا على غرار السيدة عائشة التي تعاني من مضاعفات قلبية. و تستشهد على ذلك ب "دليل" أن زوجها المصاب بداء السكري يتلقى دوما اللقاح لكن ذلك لم يجنبه الإصابة بفيروس الأنفلونزا. و ترى الطالبتان أم الخير و لوزيرة أن ضيق الوقت و نقص المال هو الذي يمنعهما من تلقيح أنفسهما علما بأن كلفة جرعة اللقاح تقدر هذه السنة بحوالي 567 دج. و قد سلم معهد باستور الجزائر منذ منتصف أكتوبر أكثر من مليون جرعة من اللقاحات المضادة للأنفلونزا إلى الهياكل الاستشفائية و تجار الجملة عبر 48 ولاية. و حسب معهد باستور الجزائر فان كل الترتيبات قد اتخذت من أجل ضمان نجاح حملة التلقيح التي انطلقت في 16 أكتوبر الماضي. و قد أوصت الجزائر هذه السنة بحوالي 2060000 جرعة من اللقاح المضاد للأنفلونزا من بينها 1 مليون و نصف أحادية الجرعة و 500000 متعددة الجرعات و 60000 لقاح خاص بالأطفال.