سطيف- أعلنت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي يوم السبت بسطيف أن مهرجان جميلة العربي سيقام ابتداء من طبعته المقبلة خارج المدينة الأثرية "كويكول" و ذلك من أجل الحفاظ على هذا الموقع الأثري المدرج ضمن قائمة التراث العالمي وحمايته من المخاطر المحيطة به. و أكدت السيدة خليدة تومي خلال زيارة عمل و تفقد لولاية السطيف أن هذه الخطوة "أصبحت اليوم أكثر من ضرورة حتمية" بالنظر إلى الأضرار التي لحقت بهذا الموقع الأثري بفعل هذه التظاهرة. وأضحت الوزيرة أن مهرجان جميلة العربي سيبقى قائما لجمهوره "و لكن بشروط أفضل " مشيرة أنه سيكون "ممنوعا منعا باتا" ابتداء من هذه السنة إقامة هذا المهرجان داخل الموقع الأثري أو ساحة سيبتيم سيفير التي اعتادت على احتضان التظاهرة . و اختيرت مساحة بمحاذاة المتحف و بالقرب من البوابة الرئيسية للموقع لاحتضان مهرجان جميلة العربي ابتداء من طبعته السابعة بحيث سيتم تهيئة منصة خاصة بالجمهور فيما تبقى هذه الآثار بالجهة المقابلة و كديكور فقط للمهرجان و لجمهوره . و كان موقع "كويكول" قد عرف خلال السنتين الأخيرتين ترديا في بعض أجزائه بفعل التجهيزات الثقيلة الخاصة بالتصوير و الإضاءة و كذا مركبات الصوت التي تدخل الموقع كضرورة يقتضيها تنظيم المهرجان بحيث أصبحت تشكل خطرا يهدد الأرضية وكذا المدينة الأثرية حسب ما أكد عليه من جهتهم مسؤولو مديرية الثفافة بالولاية. كما أن شدة الصوت بفعل المكبرات المستعملة أثناء فعاليات المهرجان و كذا أعمدة و أوتاد الخيام التي يتم نصبها هناك تسببت في زعزعة الآثار الموجودة و التي يعود تاريخها إلى الوجود الروماني وأثرت بشكل سلبي على قوة تماسكها. و خلال زيارتها إلى المتحف الروماني بذات الموقع أكدت وزيرة الثقافة على ضرورة الشروع في ترميم بعض أجزاء الفسيفساء التي يعود تاريخها إلى الحقبة الرومانية بعدما عرفت ترديا في عديد أجزائها بفعل العوامل الطبيعية. وأشارت السيدة تومي إلى ضرورة الاستعانة بخبراء إيطاليين لترميم الفسيفيساء وذلك بالنظر لتجربتهم في هذا الميدان إلى جانب الطابع الحساس و الدقيق الذي يطبع هذه الفسيفساء في تركيب أجزائها . و تميزت زيارة وزيرة الثقافة إلى ولاية سطيف بإعطاء إشارة انطلاق أشغال إنجاز ملحقة للمكتبة الوطنية و ذلك بالقطب الثقافي الجديد "الهضاب" حددت فترة استلامها ب 18 شهرا بغلاف مالي بقيمة 50 مليون دج. و تضم هذه المكتبة الولائية الكبيرة قاعة للمحاضرات و قاعات للمطالعة للكبار و الصغار و قاعة للسمعي البصري بالإضافة إلى قاعات للعرض و أخرى للبحث و مخابر لتعليم اللغات. و تلقت السيدة خليدة تومي شروحا حول مشروع القطب الثقافي المنتظر تجسيده بمنطقة الهضاب على مساحة 200 ألف متر مربع ليضم عديد المرافق التي من شأنها أن تسهم في "تنشيط الحركة الثقافية و الفعل الشباني بالمنطقة". و يضم هذا القطب مسرحا في الهواء الطلق و مدرسة للفنون الجميلة (200 طالب) و مرصد "8 ماي 1945 " إضافة إلى مسرح جهوي و مكتبة و دار للثقافة و مساحات خضراء. و كانت وزيرة الثقافة قد استهلت زيارتها إلى الولاية بتدشين مكتبة نصف خضرية ببلدية الطاية (جنوبسطيف) انطلقت أشغال إنجازها سنة 2007 تضم حوالي 3 آلاف كتاب و تستقبل يوميا حوالي 60 قارئ و زيارة ورشة تهيئة و ترميم المسرح الجهوي بمدينة العلمة (شرق سطيف).