قال مسؤولون على صلة وثيقة بملف موقع جميلة الأثري التحفة الرومانية العالمية النائمة في أحضان الهضاب العليا لولاية سطيف شرق الجزائر، أن الساحة المركزية “سيبتيم سيفير” بموقع كويكول الأثري بجميلة بولاية سطيف لن تحتضن مهرجان جميلة العربي مجددا بعد أن كانت موقعه على مدى طبعاتها الست السابقة. وأوضحت في هذا السياق، صونية ونوغي، وهي إطار بمصلحة التراث وحفظ الآثار بمديرية الثقافة أن إخراج مهرجان جميلة العربي من الموقع الأثري أصبح اليوم أكثر من ضرورة بالنظر إلى الأضرار التي لحقت به بفعل هذه التظاهرة. وأكدت نفس المسؤولة أن هذه التظاهرة ستنظم ابتداء من طبعتها المقبلة خارج آثار المدينة الأثرية وذلك في مبادرة تهدف إلى الحفاظ على هذا الموقع الأثري المدرج ضمن قائمة التراث العالمي، وحمايته من المخاطر المحيطة به. وحسب نفس المسؤولة، فإن فكرة إخراج المهرجان من الموقع الأثري قد شكلت منذ سنوات عديدة مطلبا للكثير من مثقفي وأعيان المدينة وكذا العديد من الفنانين، باعتباره جزءا من تاريخ المنطقة وشاهدا على حضارة عريقة مرت على المنطقة بصفة خاصة وشمال إفريقيا بصفة عامة. وكان موقع كويكول قد عرف خلال السنتين الأخيرتين ترديا في بعض أجزائه بفعل التجهيزات الثقيلة الخاصة بالتصوير والإضاءة ومختلف الأجهزة التي تدخل الموقع، كضرورة يقتضيها المهرجان بحيث أصبحت تشكل خطرا يهدد الأرضية وكذا المدينة الأثرية حسب ما أكدت عليه السيدة ونوغي. كما أن قوة الصوت بفعل المكبرات المستعملة أثناء فعاليات المهرجان، وكذا أعمدة وأوتاد الخيام التي يتم نصبها بهذا المكان تسببت في زعزعة الآثار الموجودة والتي يعود تاريخها إلى الفترة الرومانية بالجزائر، إلى جانب تأثيرها بشكل سلبي على قوة تماسكها . وتم في هذا الإطار، حسب نفس المسؤولة، اختيار موقع مؤقت بمحاذاة المتحف لاحتضان مهرجان جميلة العربي ابتداء من طبعته السابعة، وذلك من خلال نصب خيام ومنصة خاصة للجمهور وذلك إلى غاية ترميم المسرح الروماني الذي سيحتضن فيما بعد هذه التظاهرة السنوية. وستخصص مدرجات المسرح الروماني ومحيطه القريب كمنصة للفنانين، بينما سيتم تهيئة أرضية مقابلة له للجمهور تتسع ل30 ألف متفرج بعد انتهاء عملية الترميم التي سيشرع فيها قريبا.