الجزائر - ينتظر أن تعلن يوم غد الخميس النتائج الرسمية للمرحلة الأولى لأول انتخابات تشريعة تشهدها مصر منذ الإطاحة بنظام الرئيس حسنى مبارك في فيفري الماضي و التي جرت على مدى اليومين الماضيين في أجواء ميزها الهدوء والإقبال المكثف للناخبين مما جعلها تحظى بإشادة المراقبين الدوليين. وسيعقد المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة العليا للانتخابات في مصر مؤتمرا صحفيا مساء غد لاعلان نتيجة انتخابات المرحلة الأولى للانتخابات التشريعية التي انتزعت إشادة المراقبين الدوليين لما طبعها من هدوء و تدفق غير مسبوق للناخبين إلى صناديق الاقتراع ما دفع اللجنة القضائية العليا للانتخابات تقرر مد التصويت ساعتين إضافيتين في اليوم الأول للعملية. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن المستشار عبد المعز إبراهيم سيعلن رسميا غدا أسماء الفائزين عن المقاعد الفردية وأسماء الذين سيخوضون انتخابات الإعادة . كما سيتم إعلان الأعداد التي حصلت عليها كل قائمة حزبية على حدة فيما سيتم إرجاء إعلان الفائزين في تلك القوائم حتى نهاية المرحلة الثالثة للعملية الانتخابية. وكانت لجان فرز أصوات الناخبين قد بدأت أعمالها مباشرة عقب إغلاق صناديق الاقتراع مساء أمس بحضور المرشحين لخوض الانتخابات ومندوبيهم حيث تمت عمليات فرز الأصوات بحضور القضاة المشرفين على العملية الانتخابية. وفى انتظارا الإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات في البيان الذي سيلقيه غدا رئيس اللجنة العليا للانتخابات ناشد المستشار عبد المعز وسائل الإعلام عدم نشر أية بيانات تتعلق بنتائج الانتخابات كما دعا القضاه الذين يقومون بعمليات الفرز إلى عدم إعلان أية نتائج من جانبهم ترقبا لما سيصدر عن اللجنة بصورة رسمية ودقيقة. ورغم ذلك النداء استبقت صحف مصرية الإعلان الرسمي لنتائج عملية الاقتراع وأشارت يوم الأربعاء إلى أن نتائج الانتخابات البرلمانية الأولى من نوعها منذ "ثورة 25 يناير" الشعبية التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك في 11 فيفرى الماضي أظهرت تقدم حزبي الحرية والعدالة "الإخوان المسلمين" "والنور "السلفي" في مختلف دوائر محافظات المرحلة الأولى حسب عمليات الفرز الأولية. وأشادت تلك الصحف بمسار عملية الاقتراع بقولها أن "هذه الانتخابات أثبتت أن المصريين جديرون بالديمقراطية وأنهم قادرون على ممارستها بكفاءة وأن ثورتهم التي فجرها الشباب سوف تواصل مسيرتها حتى تتحقق كل أهدافها من أجل بناء دولة مدنية حديثة". من جهتهم أشاد المراقبون الدوليون ومنظمات المجتمع المدني في مصر بأجواء انتخابات ما سمي ب"برلمان الثورة" في المرحلة الأولى , كما رصدوا العديد من إيجابيات العملية الانتخابية. وذكرت تقارير "منظمة كارتر للأبحاث"على لسان مندوبيها بمصر سيرينا البورجاتى "إيطالي" وريزا راحنيما "بريطانيا" بأن "الانتخابات لم تشهد خروجا عن الشرعية أو أعمال بلطجة" باستثناء مخالفات محدودة. وأكد المندوبان أن كثافة قوات الأمن والجيش "قدمت انطباعا بالأمن والثقة في الانتخابات , كما ساعدت في خروج الناخبين بهذا الشكل وارتفاع نسب التصويت" و أشارا إلى أن "السلبيات لم تؤثر في الانتخابات" والتي كان من بينها اختراق بعض الأحزاب للقواعد بعمل دعاية خلال يوم الانتخاب وعدم إزالة لافتات الدعاية من أمام اللجان قبل التصويت. من جانبه , أكد أحمد عبد الباسط مراقب من الاتحاد العام للجمعيات الأهلية في مصر أنه لم يرصد أية تجاوزات سلبية كما أن الهدوء كان من أبرز مظاهر الانتخابات, بالاضافة إلى الخروج الكثيف للسيدات والشباب للإدلاء بأصواتهم. والى جانب انتظار نتائج المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية يرتقب المصريون الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة التي قد تتم قبل نهاية الأسبوع وفقا لما ذكره أمس الثلاثاء كمال الجنزوري المكلف بتشكيل حكومة انقاذ وطني. و يعكف الجنزوري حاليا على تكثيف مشاوراته التي تركزت أمس حول اختيار قيادات شابة لشغل مناصب وزارية في حكومته بحسب ما ذكرته صحيفة "الأخبار" المصرية. وأضافت الصحيفة أن الجنزوري التقى أمس نحو150 من القيادات الشبابية من جميع الائتلافات, كما استقبل زعماء القوي السياسية "المؤثرة في الشارع المصري". و يأمل الجنزوري في إعلان التشكيل النهائي لحكومته قبل نهاية هذا الأسبوع ليتمكن المصريون من إلى الانتقال إلى مرحلة جديدة يميزها برلمان يعول عليه الكثير للمشاركة في صنع المستقبل و حكومة تصغى لمطالبهم وتحقق لهم طموحاتهم في التغيير و بناء دولة مدنية حديثة.