باريس - ساهمت جمعية الموصلي المتواجدة بباريس في التعريف بالعديد من المواهب الموسيقية الجزائرية الشابة المقيمة بفرنسا و المتخصصة في الطرب و الموسيقى العربية الأندلسية. وبالرغم من الصعوبات التي اعترضت طريق الجمعية إلا أنها نجحت في تكوين فريق تحدوه الإرادة في كشف المواهب و تعليم و نقل هذا التراث غير المادي العالمي. وأوضح الأمين العام للجمعية، اسماعيل دحا، لوأج يوم الجمعة، أن هذه الأخيرة رأت النور سنة 1991 بسان دنيس (الضاحية الباريسية) بمبادرة من عزيز جمعي رئيس الجمعية و أحمد عادل أمين الخزينة و فريد بن سارسة مكون و أستاذ معروف بجمعية الجزائرية-الموصلية (1930) التي تشرف على الإدارة الفنية للجمعية. وقد أطلق على الجمعية هذا الإسم نسبة إلى إسحاق الموصلي و هو موسيقار من العهد العباسي للقرن الثامن و التاسع منحدر من مدينة الموصل العراقية. وأضاف أن الصعوبات تكمن في تعليم الموسيقى العربية الاندلسية مشيرا الى عدم التحكم في اللغة العربية من قبل التلاميذ الشباب المولودين في فرنسا. كما اشار الى ان ذلك يشكل عائقا لتعلم اغاني الموسيقى العربية الاندلسية و نحن نواجه هذه الصعوبة من خلال تقديم دروس لتعليم هذه اللغة المخصصة للتلاميذ الشباب و هي تساعد على فهم افضل للنصوص الغنائية و القيم التي تتضمنها" كما اشتكى من غياب المقرات التي تقف حائلا امام توسيع نشاطات الجمعية. وتابع يقول اننا "نتوفر حاليا على مدرستين عمويتين بسان دوني لتعليم الموسيقى العربية الاندلسية و نحن مرتاحين لذلك الا اننا نريد اعطاء دروس في الموسيقى خلال ايام الاسبوع و ان توفر المدارس الا بعد ظهر يوم السبت يشكل عائقا حقيقا امام توسيع نشاطاتنا". من جانبه، أشار فريد بن زرزة الذي كان حاضرا خلال الحديث و استاذ في الموسيقى التقليدية و مدير جوق الموصلي الى ان عدم التحكم في اللغة العربية يعد من بين الصعوبات التي يتلقاها النشطون في الجمعية. وأضاف ان "الحفاظ على تراثنا الموسيقي الكلاسيكي العربي-الاندلسي و تلقينه للشباب و الكبار يعد من اهداف الجمعية". كما أشار الى ايجابيات الموسيقى في تكوين الاجيال مضيفا ان "الموسيقى والطريقة المقدمة للشباب تساعد في تكوينهم و تربيتهم". وتابع قوله "ان الشباب ينمون قدراتهم السمعية و الاستيعابية و يحسنون ذوقهم الجمالي و يعززون ثقتهم بأنفسهم و يتعلمون اهمية و حسنات العلاقات الاجتماعية من خلال العمل الجماعي (الجوق(". ويطمع القائمون على جوق الموصلي اليوم الى انشاء هيكل يستوعب نشاطات الجمعية ويحمل مشعل الموسيقى العربية الاندلسية في فرنسا. كما يتضمن مشروع المركز التكويني و البحثي قاعات للدروس و مكتبة و فضاء للاعلام المتعدد الوسائط فضلا عن معرض دائم كما انه و علاوة على التكوين فان هذا المركز يسعى الى نشر الموسيقى العربية الاندلسية. كما يسعى العاملون في جمعية الموصلي الى ان تكون دار الاندلس "مؤسسة بأقطاب متعددة منها التبادل من اجل ارساء حوار مع اشكال اخرى من الموسيقى و اعداد برامج شراكة مع مؤسسات وطنية و دولية من خلال البحث و الحفاظ على الشهادات الخاصة بتاريخ الموسيقى العربية الاندلسية الكلاسيكية". في هذا الصدد، أوضح الاستاذ بن زرزة ان "مشروع دار الاندلس اذا كتب له التجسيد سيسمح بإنشاء صرح دائم و السماح بنشر هذا تراث الموسيقى العربية الاندلسية في مستويات اخرى". ويضم جوق الموصلي عديد النشاطات منها حفلات بمعهد العالم العربي و بمقر اليونيسكو (باريس) و كذا بمقر الاممالمتحدة بجنيف (سويسرا(. وهو يقيم بانتظام حفلات خلال مختلف التظاهرات المناسباتية في جميع انحاء فرنسا.