الجزائر - وصفت أطراف فلسطينية يوم الخميس الجولة التي يقوم بها الرئيس محمود عباس إلى اوروبا ب"الناجحة" والتي ظهرت ملامحها في الموقف الاوروبي "الرافض" للتوسع الاستيطاني وسط تحذيرات أممية من تنامي هذه المشاريع في الاراضي الفلسطينية سيما في الضفة الغربية والقدس وآثارها على المدنيين والتنمية الاقتصادية. وبعد زيارة وصفت ب"الناجحة والهامة" إلى لندن ينهي الرئيس عباس اليوم زيارة رسمية إلى برلين دامت ثلاثة أيام أستقبل خلالها وللمرة الأولى في تاريخ العلاقات الفلسطينية الألمانية كرئيس دولة في وجود حرس الشرف وأجرى لقاء بالرئيس الألماني في إطار الخطوات المهمة التي تعبر عن الموقف المبدئي الأوروبي. و تعهدت الحكومة الألمانية بدعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المباشرة داعية الرئيس الفلسطيني إلى عدم قطع خيط المحادثات الحالي مع الجانب الإسرائيلي. و صرح وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله "إن المفاوضات المباشرة على أساس خارطة الطريق التي اقترحتها الرباعية الدولية هي الطريق الأفضل لتحقيق تقدم ملموس باتجاه حل يسمح بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الإسرائيلية". وأهاب فيسترفيله الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بالتخلي عن أية إجراءات أحادية الجانب مؤكدا في هذا السياق على الموقف المنتقد لاستمرار أنشطة إسرائيل الاستيطانية وقال إن هذه الأنشطة تقوض مساعي التوصل لحل دائم للسلام في الشرق الأوسط داعيا إلى وقفها. ومن المقرر أن يلتقي اليوم الرئيس عباس بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لبحث التطورات في الأراضي الفلسطينية وفي المنطقة لينتقل فيما بعد إلى روسييا في جولة جديدة يلتقي خلالها ديميتري ميدفيديف. وكان الرئيس الفلسطيني قد أكد من قبل أن هدف جولته الحالية هو حشد الدعم للموقف الفلسطيني في شأن المحادثات "الاستكشافية" وما قدمه الجانب الفلسطيني من مطالب بشأن القضايا المطروحة خاصة قضيتي الأمن والحدود. وأكدت أوساط فلسطينية نجاح جولة عباس في الدول الاوروبية والتي بدت ملامحها تظهر في الموقف الاوروبي من مسألة التوسع الاستيطاني وأشاد في هذا الشأن مراقب فلسطين الدائم لدى الأممالمتحدة رياض منصور بالموقف الأوروبي من الشرق الوسط والملف الفلسطيني ودعا إلى الحد من الأنشطة الاستيطانية غير المشروعة في الضفة الغربية. كما رحب منصور في كلمة ألقاها خلال جلسة للأمم المتحدة بتقرير أوروبي صدر مؤخرا حول خطر السياسة الإسرائيلية على الفلسطينيين في المنطقة ج وبصفة خاصة في وادي الأردن. كما أشاد بالموقف الأوروبي من الملف الفلسطيني قائلا "نحن ممتنون للموقف المبدئي الواضح للأوروبيين ولكل الكتل السياسية في الأممالمتحدة خاصة في موضوع الاستيطان الموقف الذي عبر عنه أربعة سفراء أوروبيين ممثلين في مجلس الأمن والذين قرأوا موقفا رسميا مكتوبا هو الموقف الرسمي الأوروبي الذي عبروا عنه كذلك عندما صوتوا جميعهم من ضمن الأربعة عشر دولة التي صوتت لصالح مشروع القرار الذي كان مقدما إلى مجلس الأمن في شهر فيفري من العام الماضي". وكان تقرير الاتحاد الأوروبي الذي أشار إلى ان بناء المستوطنات الإسرائيلية يقوض من فرص إقامة الدولة الفلسطينية إلى جانب تقرير أوروبي آخر تم تسريبه ويوصي بعدة خطوات عملية منها جعل زيارة أي دولة أوروبية غير مشروعة لأي مستوطن متورط في أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين. كما ابرز ممثل فلسطين ان هناك زيادة في كثافة الأنشطة الاستيطانية خلال العام 2011 تفوق السنوات السابقة مضيفا أن الإحصاءات تشير إلى أن عنف المستوطنين خلال الثلاث سنوات الأخيرة قد بلغ مستويات غير مسبوقة وفقا لإحصاءات مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. وأبرز أنه "في الوقت الذي نحاول فيه العثور على سبل إزالة العقبات عن طريق السلام فإن الجانب الإسرائيلي يكثف الأنشطة الاستيطانية والمستوطنون يكثفون مستويات عنفهم. ونحن بحاجة بشكل جماعي للعثور على طريقة لوضع حد لهذه الأنشطة غير المشروعة وأن نجعل إسرائيل تمتثل للقانون الدولي ولالتزامها بموجب خارطة الطريق حتى يمكننا العودة إلى المفاوضات في ظل ظروف تؤدي إلى إمكانية النجاح عندما نبدأ المفاوضات". وكان مجلس الامن الدولي قد عقد يوم امس مشارورات مغلقة استمع خلالها إلى إفادة وكيلة الأمين العام الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس آموس حول الوضع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة فركزت على آثار استمرار النشاط الاستيطاني على المدنيين والتنمية الاقتصادية في الضفة الغربية. وأعربت آموس في تقريرها عن قلقها إزاء زيادة عنف المستوطنين الاسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. وبعد المشاورات قالت آموس للصحافيين "تحدثت عن آثار لوائح التقسيم والتخطيط في المنطقة جيم وعن مواصلة فرض الحصار على غزة وآثار ذلك على التنمية الاقتصادية في القطاع وخاصة شعوري بالقلق إزاء ما يحدث بشأن معبر كارني وحقيقة القيام بتفكيكه بما يعني ان الأنشطة التجارية وبخاصة الصادرات من غزة إلى الضفة الغربية وإسرائيل ستقل بما سيؤدي إلى تراجع التنمية في غزة". وأشارت إلى ان معبر كارني مخصص للأنشطة التجارية مبدية القلق إزاء عدم قدرة معبر كرم أبو سالم من التعامل مع كم النشاط التجاري من وإلى قطاع غزة. و للإشارة أعلن دبلوماسي فلسطيني اليوم الخميس أن مجلس الأمن الدولي سيعقد يوم الأربعاء المقبل جلسة علنية لبحث تصاعد الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.