الجزائر - قدم خبراء دول حوض المتوسط الغربي ال10 المشاركة في اشغال الملتقى 5+5 الاول حول الامن الغذائي الذي احتضنته الجزائر جملة من الاقتراحات انصبت في مجملها حول كيفية التعامل مع تقلبات الاسعار و تعزيز الامن الغذائي في المنطقة. و اتفق المشاركون في هذه القمة على ضرورة تحسين الانتاج الفلاحي و زيادة عرض المواد الغذائية الوطنية و هذا عن طريق زيادة الاستثمار في القطاع الفلاحي و عصرنة المستثمرات الفلاحية و تامين مداخيل الفلاحين ضد المخاطر الاقتصادية الطبيعية و تحسين فرص العمل في المناطق الريفية. و للتعامل مع تقلبات الاسعار في الاسواق الدولية شدد خبراء الدول المشاركة على تبادل المعلومات و الخبرات و كذا تحسين التعاون الدولي و الاهتمام بالفئات الاكثر ضعفا. و اعتبر الخبراء ان تعزيز التعاون بين هذه الدول في مجال تبادل المعلومات و مراقبة اسعار المنتجات الفلاحية في الاسواق الدولية سيسمح بتطوير القدرة على التنبؤ مسبقا بالأزمات في اسعار المنتجات الفلاحية. ومن أجل استباق الازمات و اتخاذ الاجراءات الصحيحة لمواجهتها حث المشاركون في هذا الملتقي على توفير احسن ضبط لاسواق المنتجات الفلاحية و الغذائية في المنطقة مع الاخذ بعين الاعتبار خصوصيات الاطر و الاستراتيجيات الدولية القائمة و تعزيز الشفافية و المعلومات عن الاسواق الدولية. ولتطوير فرص التكامل في مجال تبادل المنتجات الفلاحية بين البلدان الشريكة ل 5+5 اقترح الخبراء اقامة "خريطة التكامل الممكنة من حيث العرض و الطلب على المنتجات الغذائية". كما شددوا على ضرورة تحسين انظمة حماية السكان المعرضين للخطر في اوقات ازمة اسعار المواد الغذائية و توجيه افضل للتدخلات العامة و كذا تحسين كفاءة انظمة تزويد المواد الغذائية في المدن خصوصا في بلدان الضفة الجنوبية و هذا نظرا للنمو الكبير لسكان المناطق الحضرية. و من اجل خلق قيمة مضافة للمجتمعات الفلاحية و المناطق الريفية و كذا الحفاظ عليها حث المشاركون على ضرورة التشجيع على تطوير و تعزيز المنتجات ذات النوعية على غرار المنتجات المحلية. وتم التركيز على ضرورة ترقية الاستثمارات العامة و الخاصة على حد سواء و المنشآت و البحث التنموي و التجديد اضافة الى ارساء اطار مالي ملائم و تخفيف الضرائب و الحصول على القروض المصغرة خاصة للفلاحين الصغار و النساء المقاولات. كما شدد المشاركون على ضرورة تنويع و تامين مداخيل المنتجين الفلاحيين عن طريق تشجيع توازن افضل بين النشاطات الفلاحية و الرعوية و الغابية و السياحية و الحرف اليدوية. أما في مجال البحوث و نشر ونقل التكنولوجيا لا سيما في دول الجنوب فقد اكد الملتقى على ضرورة تعزيز القدرات المؤسساتية و البشرية في هذا المجال و كذا التأطير و مرافقة الباحثين الشباب في هذه البلدان اضافة الى تطوير آليات مشتركة لنشر المعلومات العلمية و التقنية المتاحة و ذلك بالتعاون مع اصحاب المصلحة و المستخدمين النهائيين. وفي ذات السياق، اقترح المشاركون انشاء مساحة للتكوير و البحوث الاورومتوسطية (5+5) و اقامة آلية دائمة متكونة من شبكة من المؤسسات البحثية تهدف لوضع جرد للانشطة و نتائج البحوث المسجلة على المستوى الاقليمي. ولتعزيز الشراكة بين دول الجنوبية و الشمالية لحوض المتوسط فان اهم ما جاء به الملتقى هو انشاء مرصد للامن الغذائي لهذه البلدان و تطوير التكامل بينها في مجال تبادل المنتجات الفلاحية من خلال تقارب القوانين و تعزيز العلاقات بين المنتجين في الضفتين. وحث المشاركون في هذا السياق على ضرورة تعزيز التعاون الاقليمي لهذه البلدان وهذا في اطار الاستراتيجيات الوطنية و الاقليمية لدعم الامن الغذائي و حماية الموارد الطبيعية اضافة الى ترقية التغذية المستدامة القائمة على احترام التنوع البيولوجي و تطوير نهج التغذية و الصحة. ومن اجل تعزيز الحكامة شدد المشاركون على اهمية اتباع نهج تصاعدي ينطلق من القاعدة الى القمة يشرك الجميع. كما تم اقتراح الترويج للمنتجات المحلية على المستوى الوطني و العمل على حماية العلامات المميزة للمنشا على الصعيد الدولي الى جانب انشاء مجموعة عمل لتحديد برامج البحث ذات الاولوية الهيكلية على المستوى الاقليمي و مرافقتهم بالتمويل اللازم. واوصى المشاركون في الاخير بانشاء الية لمراقبة تنفيذ هذه التوصيات التي تم توجيهها لوزراء خارجية الدول ال10 و هذا من خلال تعيين نقاط اتصال الامن الغذائي (مناوبين) في كل من هذه لمتابعة تنفيذها.