الجزائر - يقف الزائر لمعرض الفنان سماعيل مطماطي مشدوها أمام لوحات فنية لفن خط التيفناغ لم يألف رؤيتها وقد ازدانت بها جدران الرواق الفني "باية" بقصر الثقافة مفدي زكريا بالجزائر العاصمة. ويعكس هذا المعرض الذي افتتح اليوم الأربعاء ويتضمن حوالي المئة عمل فني إبداعات هذا الخطاط المنحدر من منطقة بجاية حيث يحلق عاليا في عالم حروف التيفناغ الأمازيغية راسما بذلك المتعة في عيون الزوار وبعض المتتبعين لهذا النوع الجديد من فن الخط. وتربعت الألوان البرتقالية والصفراء على أعمال مطماطي كونها أكثر الألوان تعبيرا عن الصحراء الساكنة بين وجدانه وقد استطاع بقلمه وحبره وقدرته على التعامل مع هذه الألوان وتدرجاتها من أن يجعل من لوحاته أكثر تعبيرا. ويستعمل الفنان القلم للحفاظ على تقاليد فن الخط دون أن يمنعه هذا من استعمال مواد تخص أنواعا أخرى من الرسم وهذا حتى يعطي لأعماله لمسة عصرية. وأهم ما يميز لوحاته التنوع في طريقة خط حروف التيفيناغ فتارة هي حروف معبرة وتارة كلمات وأحيانا أخرى أشعار. ويتطرق الفنان في لوحاته للحب والوطن والسلم والحنين وغيرها من المواضيع التي عبرعنها شعراء الأمازيغية وعلى رأسهم سي محند أومحند. بعد تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة في الثمانينات متخصصا في الخط العربي وأنواع أخرى من الرسم والنقش والديكور خصوصا على الخشب تساءل مطماطي عن سبب غياب خط التيفناغ عن إبداعات الفنانين الجزائريين وتعهد بأن يجعل منه فنا يرقى لمستوى نظيره العربي. واهتم الخطاط منذ بداياته في عالم الخط بحروف التيفيناغ معتبرا نفسه من "محبي التراث" معتبرا أن "خط التيفيناغ مثله مثل الخط العربي واللاتيني واليوناني والصيني". ويحرص هذا الفنان على صنع لنفسه مكانة في المشهد الفني الجزائري وذلك بفضل مشاركاته في المهرجانات الثقافية من قبيل مهرجان الخط العربي في تلمسان ضمن تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة العربية" وتظاهرات مماثلة بغرداية وتيزي وزو وأيضا تمنراست موطن هذا الخط. وللإشارة، يستقطب هذا المعرض المتواصل إلى غاية 24 مارس الجاري العديد من الزوار حيث يدخل ضمن مجهودات هذا الخطاط في التعريف بهذا النوع من الخط وتحبيب الفنانين فيه.