حظي فيلم "من هي فاطمة" الذي أنتجته منظمة الأممالمتحدة باهتمام نوعي ببسكرة لدى عرضه أمسية اليوم الاثنين في نطاق ندوة فكرية نظمتها اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان بعنوان "من أجل مشاركة قوية للمرأة في الحياة العامة". ويروي هذا الشريط الذي يستغرق 23 دقيقة قصة حقيقية لشخصية فاطمة التي اسمها الكامل "أم البنين فاطمة بنت محمد بن عبد الله الفهري" إحدى نساء القرن ال9 الميلادي بمدينة القيروان التونسية حيث اضطرت هذه المرأة تحت ضغط الحرب إلى الهجرة بمعية أفراد من عائلتها سنة 824 ميلادية إلى مدينة فأس بالمغرب التي أسست بها جامع القرويين العام 859 ميلادية وبرعت في الأدب واللغة العربية والعلوم وتوفيت سنة 880 ميلادية. وفي أطوار هذا الفيلم تقوم صحفية جزائرية من العصر الحالي باستحضار هذه الشخصية من خلال جولة عبر الماضي والكشف عن عظمة هذه المرأة مع تناول قضايا من الحاضر يرافقها في ذلك ظل فاطمة التي تقف بمعيتها على مشاهد لنساء من المغرب والجزائر وتونس ينشطن في مجالات متعددة كالفن والهندسة والتجارة. وتسعى هذه العينة من النساء من خلال ترديد ألفاظ عفوية في الفيلم لإبراز جوانب من نضالهن في كسب قوتهن اليومي بعرق جبينهن وإثبات الشخصية ونيل الحقوق وبعث رسائل فحواها قدرتهن الحقيقية على الإسهام في معارك البناء والتشييد في بلدانهن. وفي لحظة حاسمة في أعقاب الفيلم تعود فاطمة إلى القيروان لترى أن مكاسب تحققت وقبل ذلك تقف على حجم الإنجاز الذي حققته عبر التاريخ لفائدة العالم من تشييدها لجامع القرويين. وأفاد البروفيسور عبد العالي دبلة من جامعة بسكرة لدى تقديمه إضاءات حول الفيلم أن هذا الأخير حاول رسم حالة المرأة في سعيها الذؤوب لنيل الحقوق وإثبات الذات وأخذ زمام المبادرة والقيادة ونشر العلم مشيرا إلى أن كل امرأة بإمكانها أن تجد شخصيتها في" فاطمة. للإشارة فإن هذه الندوة التي احتضنها مركب الولاية السادسة التاريخية حضرها إطارات من اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان ورئيسة الجمعية الوطنية للسيدات صاحبات الأعمال ياسمينة طارة وممثلي أكاديمية المجتمع المدني ببسكرة وجمهور غفير من المواطنين.