نظمت اللجنة الاستشارية لترقية حقوق الإنسان وحمايتها بالتعاون مع جمعية النساء المقاولات الجزائريات ''سيف''، مركز كوثر التابع لمنظمة الأممالمتحدة أول أمس ملتقى تحاوريا حول ''صورة المرأة السياسية المغاربية في الإعلام'' بقاعة أميرة حي عبد القادر بالبليدة. اشرف على افتتاح هذا اللقاء الذي غطته ''الشعب'' فاروق قسنطيني الذي اعتبر في الكلمة المقتضبة التي ألقاها بالمناسبة أن المبادرة طيبة وهامة في الوقت الذي تحرز فيه المرأة الجزائرية مزيدا من المكتسبات، لأنها تهدف إلى ترقية حقوق المرأة، وقد حضر اللقاء وشارك فيه عدة وجوه نسائية نضالية، سياسية وقانونية وممثلات عن المجتمع المدني. أثار فيلم وثائقي ''من هي فاطمة'' الذي عرض في اللقاء التحاوري حول ''صورة المرأة السياسية المغاربية في الإعلام'' جدلا كبيرا ونقاشا حاد في هذا اللقاء، حيث اظهر ثلاث حالات مختلفة لنساء في كل من الجزائر، تونس والمغرب، فالمغربية ابرز أنها شاركت في بناء جامع القيروان، والتونسية تمكنت من تصدير زيت الزيتون إلى الخارج، بينما تحدث الفيلم عن المرأة الجزائرية في حي القصبة العتيق. وقد أجمعت المتدخلات على أن ما أظهره هذا الفيلم فيما يتعلق بالمرأة الجزائرية يعد إجحافا ولا يعكس حجم الانجازات التي قامت بها في جميع الميادين التي اقتحمتها وأثبتت جدارتها حين تحدث عن المرأة في القصبة، وأظهر هذه الأخيرة وكأنها عبارة عن سجن خنق حريتها، وهذه الصورة لم ترق المشاركات في اللقاء حيث عبرت كل واحدة عن رأيها من زوايا مختلفة. وعن هذه المبادرة تحدثت يسمينة طاية رئيسة جمعية النساء لمقاولات ''سيف'' قائلة أن الغرض منها فتح حوار في وسائل الإعلام لترقية صورة المرأة المغاربية عموما والجزائرية على وجه اخص، وأضافت ''لدينا نساء يصنعن المعجزات، لكنهن لم يحصلن على حقهن في الإعلام والتعريف بانجازاتهن، لذلك فان مثل هذا الفيلم الوثائقي يصب في اتجاه ترقية حقوق المرأة'' . وبالنسبة للنائبة زهية بن عروس والإعلامية السابقة فقد رفضت خلال النقاش الاستمرار في تقديم الصورة النمطية و''الدونية'' للمرأة الجزائرية في الإعلام، وقالت بان ''المرأة موجودة لكن أين مكانتها في عالم متغير''، وترى انه من الضروري الانتقال من ''صورة المرأة النمطية إلى صورة المرأة المناضلة'' مطالبة بضرورة أن تكافح المرأة الجزائرية ضد التغييب الذي تعاني منه، بالرغم من أنها اثبت كفاءتها في جميع الميادين، خاصة في المجال السياسي، حيث تمكنت من افتكاك مقاعد في المجالس المنتخبة، ونسبة تمثيلها حاليا 7 بالمائة، وهي نسبة ضعيفة لكنها ستتضاعف كما قالت، ودعت في هذا الصدد إلى مشاركة النساء في التشريعيات المقبلة، ''وإن ترددن أو رفضن ذلك فإنهن سيقزمن أنفسهن بأنفسهن''. من جهتها انتقدت اوفريحة فاطمة الزهراء دكتورة في الاقتصاد ولها شهادات عليا في التاريخ الصورة المشوهة للجزائرية التي عرضت في الفيلم الوثائقي، وتساءلت لماذا العودة دائما للتاريخ لعرض انجازات المرأة الجزائرية، وكان عطاؤها توقف في حقبة تاريخية معينة، قائلة ''كيف تم اختيار الموضوع فيما يتعلق بالجزائر، وكأن هذه الأخيرة لم تنجب سوى الكاهنة وفاطمة نسومر''. أما ممثلة النقابة الوطنية للمحامين فإنها ترى أن المرأة لكي تنتزع مكانتها اللائقة، لا بد أن تثبت كفاءتها في الميدان، ''وتتجاوز كونها مظهرا خارجيا في الإعلام''. وأكدت في سياق متصل ''أن على المرأة أن تكون صانعة للحدث وليس مساهمة فيه''، و الإرادة السياسية التي تسمح للمرأة ببلوغ هذا المنال موجودة، مذكرة بتعديلات قانون الأسرة الذي يعد قفزة نوعية في الحقوق التي انتزعتها المرأة. وذكرت بان الجزائر سباقة في مجال ترقية حقوق المرأة، خاصة بعد أن عزز مكانتها رئيس الجمهورية دستوريا إذ رفع نسبة تمثيلها في المجالس المنتخبة. وترى المتحدثة ''أن على المرأة البسيطة أن تدعم المرأة ذات الكفاءة لرفع مسار تطور المرأة'' ودعت إلى تجند كل النساء للتوجه للتصويت في الانتخابات المقبلة واختيار المترشحات التي تراهن الأكفأ.