تتواصل يوم الخميس بعين الدفلى أشغال الملتقى الدولي الثامن حول المذهب المالكي الذي يسلط هذه السنة الضوء على موضوع "التخريج في المذهب المالكي و أثره في حركية الاجتهاد". و افتتحت الجلسة الصباحية من اليوم الثاني للملتقى الذي ينشطه كوكبة من العلماء والأساتذة الجامعيين من داخل و خارج الوطن بمحاضرة ألقاها الدكتور نذير حمادو من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة تحت عنوان "تخريج الفروع على الفروع عند المالكية: دراسة تأصيلية". وقدم المحاضر عدة نماذج لأحكام شرعية للإمام مالك و التي "اعتمد في تخريجها على مصادر التشريع المتفق عليها مضيفا إليها أصولا أخرى عميقة الصلة بمقاصد الشريعة الإسلامية السمحة و صلتها بالواقع المعيشي". و ذكرالمحاضر أن هذه الطرق و المناهج المتبعة من طرف الامام مالك عملت على إثبات مذهبه و صلاحيته في كل زمان و ملاءمته لحياة الناس مما جعل مذهبه ينتشر في أغلب الأقطار. كما تحدث الدكتور أحمد معبوط من جامعة الجزائر1 عن الشروط التي يجب أن بتحلى بها مجتهد التخريج في المذهب المالكي من خلال العمل على استخلاص الأقوال و الفتاوى من القرآن الكريم و السنة الشريفة. و يذكر أن أشغال الملتقى تواصلت في الجلسة المسائية أمس الأربعاء بتقديم عدة محاضرات كتلك التي تناول فيها الدكتور اسماعيل قناز المكناسي من جامعة الجزائر موضوع "تخريج المقاصدية و آليات النظر الإجرائية" حيث تحدث عن مواقف الإمام الشاطبي التي تعد مرجعا أساسيا في علم أصول الفقه .كما عرج على مفهوم التخريج المقاصدي و الدوافع التي أدت إلى اهتمامه به. و توبعت هذه المحاضرات و غيرها التي سلطت الضوء في مجملها على عملية استخراج و استنباط الفتاوى و الأحكام الشرعية عند الإمام مالك بمناقشات و تعقيبات أثرت الموضوع. و تجدر الإشارة أن أشغال الملتقى الذي يشرف عليه وزير الشؤون الدينية و الأوقاف و يشارك فيه نخبة من العلماء و المختصين في الشريعة الإسلامية و كذا أساتذة جامعيون من شتى نواحي الوطن و شيوخ زوايا سيختتم مساء اليوم برفع توصيات ترمي أساسا إلى الحفاظ على المرجعية الدينية و الروحية و المذهبية للشعب الجزائر المتشبث بالمذهب المالكي كما أوضح المنظمون.