أقيمت ليلة الخميس بقصر الشعب بالجزائر العاصمة أمسية تأبينية ترحما على روح الفقيد أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة الذي وافته المنية يوم الاربعاء عن عمر ناهز 96 سنة. وساد هذه الامسية التأبينية التي حضرتها عائلة و أقارب الفقيد جو من الخشوع تخلله تلاوة أيات بينات من الذكر الحكيم ترحما على روحه الطاهرة وذلك من طرف عدد من الائمة. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد رافق صباح اليوم جثمان الفقيد الى قصر الشعب حيث تم عرضه لتمكين افراد الاسلاك النظامية و المواطنين من القاء النظرة الاخيرة عليه. و قد تم نقل جثمان الفقيد من منزله إلى قصر الشعب في حدود الساعة ال11صباحا وهو مسجى بالعلم الوطني الذي حلم به في شبابه خفاقا حرا وكافح من أجله برفقة الملايين من الجزائريين والجزائريات حتى أنتزعت الجزائر استقلالها وسيادتها. و في جمع مهيب القى صباح اليوم النظرة الاخيرة على جثمان المرحوم بن بلة كبار المسؤولين في الدولة و أعضاء الحكومة وشخصيات وطنية سياسية و تاريخية و أصدقاء الفقيد اضافة الى العديد من المواطنين سيما من الذين عايشوا الثورة التحريرية وعاصروا المرحوم فأحبوه وتأثروا بمواقفه وخطبه وأفكاره . وكان رئيس الجمهورية قد أعلن حدادا وطنيا لمدة ثمانية (8) أيام في كافة أرجاء التراب الوطني ابتداء من يوم الاربعاء. ولد المرحوم في 25 ديسمبر 1916 بمغنية (ولاية تلمسان) و إنضم في سن مبكرة إلى صفوف حزب الشعب الجزائري. و تقلد الفقيد عدة مناصب هامة إبان الثورة التحريرية و بعد الإستقلال حيث تولى منصب رئيس الوزراء في 27 سبتمبر 1962 ليتم إنتخابه بعد ذلك رئيسا للجمهورية و هو المنصب الذي شغله إلى غاية 19 جوان 1965. وسيوارى جثمان الفقيد الثرى غدا بعد صلاة الجمعة بمربع الشهداء بمقبرة العالية.