في جو مهيب أقبل مئات من الجزائريين من مختلف الفئات يوم الخميس على قصر الشعب بالجزائر العاصمة من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة أحمد بن بلة الذي وافته المنية يوم الأربعاء عن عمر يناهز 96 سنة . و قد تم نقل جثمان الفقيد من منزله إلى قصر الشعب في حدود الساعة ال11 صباحا وهو مسجى بالعلم الوطني الذي حلم به في شبابه خفاقا حرا و كافح من أجله برفقة الملايين من الجزائريين والجزائريات حتى تدرك الجزائر الى ما هي عليه اليوم من استقلال وسيادة. فعلاوة على الشخصيات السياسية والتاريخية والثقافية كان من بين الذي وقوفوا لالقاء النظرة الأخيرة على جثمان أحمد بن بلة مواطنون بسطاء سيما من الذين عايشوا الثورة التحريرية وعاصروا المرحوم فأحبوه وتأثروا بمواقفه وخطبه وأفكاره فكانت شهاداتهم صادقة معبرة مفعمة بالوطنية وبكثير من الحنين الى تلك المرحلة انتزعت خلالها الجزائر كرامتها بعد 132 سنة من الاستدمار والاحتلال. بنبرة حزينة استحضر ياسف سعدي (مسؤول المنطقة الحرة للجزائر العاصمة أثناء الثورة) علاقته بالفقيد بن بلة واصفا إياه ب"الرمز الذي يبقى خالدا" في سماء الجزائر وتاريخها. من جهته أبرز الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو مناقب الرجل وخصاله ودعا الشباب الى "الاستفادة من مساره التاريخي الكبير من اجل التغلب على المصاعب التي تواجهه في مسار بناء الجزائر قوية موحدة وعادلة". أما عضو مجلس الأمة عبد الرزاق بوحارة فقد صرح عقب إلقاءه النظرة الأخيرة على المرحوم أن الجزائر "فقدت رجلا عظيما لعب دورا هاما في التحضير للثورة التحريرية وفي المنظمة السرية و كان بذلك من بين الاوائل الذين رفعوا راية الجهاد. مضيفا ان بن بلة سيبقى "مرجعا مهما وقيمة تاريخية وتربوية يحتذى بها".بدوره اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم ابوجرة سلطاني ان الفقيد "قمة عالية" في الجزائر كونه أول من "جلس على كرسي الدولة الجزائرية بعد أزيد من قرن وربع من الاستعمار" فترك بذلك "بصمته في قلوب الجزائريين وعاش متسامحا مع الجميع". من جانبها قالت الأمينة العامة لحزب العمال ان الفقيد "لا يعد جزءا من تاريخ الجزائر فحسب باعتباره أول رئيس لها بل يتعدى نضاله النطاق الوطني الى القارة الافريقية وأمريكا اللاتينية والبشرية جمعاء". بالنسبة للروائي أمين الزاوي فانه بوفاة الرئيس بن بلة فانها "أسطورة ترحل لكنها لا ترحل لتغيب بل لتترك وراءها آثارا كبيرة في الجيل الجديد لكي يتعلم منها الدرس والصبر والنضال وحب الجزائر". مواطنون ومواطنات آخرون آثروا التنقل الى قصر الشعب بالرغم من رداءة الاحوال الجوية لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الرئيس بن بلة فكانت شهاداتهم استحضارا لكفاح الرجل و أهم محطات حياته قبل الثورة التحريرية واثناءها وبعدها.