أبرز المشاركون في الملتقى الوطني حول دور العلوم الإجتماعية في تكوين المواطن الصالح يوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة دور الأسرة و المدرسة في ترقية روح المواطنة لدى الناشئة. و أكد مدير المدرسة العليا للأساتذة (بوزريعة) الدكتور عبد الله قلي في كلمته الإفتتاحية أن المدرسة تهدف من خلال الملتقى"على صقل مفهوم المواطنة لدى المتعلمين والاستاذة للقيام بواجباتهم وادراك حقوقهم". و يأتي هذا الملتقى الذي يدوم يومين في ظروف "حساسة يمر بها المجتمع الجزائري "—يضيف الدكتور قلي — يميزها تشريعيات 2012 التي من شأنها رسم صورة مستقبل الجزائر و في هذا الإطار من المنتظر أن "يسهم الملتقى في توعية الطلبة و المشاركين بأهمية مفهوم المواطنة و الإنتخاب على حد السواء". من جانبه أبرز رئيس اللجنة العلمية لقسم الفلسفة بالمدرسة العليا للأساتذة الدكتور محمود يعقوبي أن تكوين المواطن الصالح ينطلق في مرحلة التعليم المتوسط و الثانوي بعدما يكون الطفل قد تلقى المبادئ الأولية في كنف العائلة و المدرسة الأبتدائية. وأوضح المتحدث أن "الأسرة تهيئ الطفل ليكون مواطنا صالحا ثم سرعان ما يتحول الى المدرسة الإبتدائية ثم مرحلة التعليم المتوسط التي يتلقى فيها قوانين السلوك والحياة الإجتماعية ثم يمر لتكوين شخصيته في المرحلة الثانوية". لذا يرى أنه من الضروري تكوين المكونين لتحديد مفهوم المواطنة و صقله في أذهان المتمدرسين. كما يتلقى طفل اليوم ايضا تكوينه —يضيف المتحدث— من "الشارع و التلفزيون و الانترنيت" حينها يخرج الطفل من "قبضة الوالدين و الاستاذ و حتى المسؤولين" أمام هذه "الاداوات الرهيبة" التي أصبحت تغري الشباب. و بالمناسبة دعا الدكتور يعقوبي الى ضرورة التحكم في وسائل الإعلام الحديثة الذي يعد "صعبا للغاية". و من جانبه ركز الدكتورسعيد شريفي(المدرسة العليا للاساتذة ) في المحاضرة بعنوان "اشكالية العلاقة الجدلية بين السياسة و علم الإجتماع " على دور المسجد والمدرسة في تكوين المواطن الصالح. و أكد الدكتور شريفي أن الأسرة هي الأصل في تكوين مواطن صالح في ظرف عشر سنوات أما دور المدرسة فتستمده من "العمق الحضاري و الثقافي للأمة" مشيرا الى أن "المدرسة لا بد أن تكون في خدمة الأمة و ليس أعداء الامة ". كما أشار الى أن للمسجد دور في الحفاظ على الحقوق الإجتماعية من خلال حث الأفراد على التمسك بمكارم الأخلاق و تكريس قيم الخير مؤكدا في هذا الصدد أن أساس المواطنة مستمد من الدين الإسلامي الذي يحث على ضرورة التكيف و التدرب على تحمل الآخرين لبناء مواطنة قوية. و لضمان الاستقرار و"الاندماج الامثل" للشاب ركز المحاضر العقون كمال الدين من جانبه على ضرورة استئصال مشاكل الشباب و في مقدمتها الأفات الإجتماعية و الهجرة غير الشرعية و السلوكات غير السوية من خلال اشباع الشباب بروح الموطنة من الأسرة باعتبارها النواة الاولى للمجتمع.