تميزت الساعات الأولى من انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط لدورة 2012 يوم الأحد بالجزائر العاصمة بأجواء حماسية اختلط فيها التوتر و الخوف مما ستتضمنه أوراق اسئلة الإمتحانات بالفرحة لاقتراب موعد دخولهم الى الثانوية التي ستؤهلهم على مدار ثلاث سنوات من الإلتحاق بالجامعة. و التحق أزيد من 68 ألف مترشح على مستوى الجزائر العاصمة في ساعة مبكرة صباح اليوم مرفوقين بأوليائهم لمراكز الإمتحانات و كلهم أمل في ان تكون الأسئلة في متناولهم حسبما عاينت (وأج). فبثانوية عبد الرحمان ابن رستم ببوزريعة تمحور حديث التلاميذ الذين غص بهم مدخل الثانوية حول طبيعة الأسئلة التي قد تطرح خلال الامتحان ومدى تحضير كل واحد منهم لها إلى جانب الحديث عن أجواء التعب و الضغط الذي يعيشونه هذه الأيام و كلهم أمل في اجتيازها بنجاح و أن يكلل هذا التعب في آخر المطاف بالتوفيق. وقد بدى على محيى التلاميذ دقائق قبل أن يدق جرس دخول قاعات الإمتحان علامات الخوف و التوتر لدى البعض و منهم فاتن وروميساء اللتين أبديا تخوفا كبيرا من اجتياز هذا الموعد. من جانبها تدخلت والدة زميلتهما فريال التي رافقت ابنتها الى مركز الإمتحان لتهدئ من روعهما مؤكدة أن هذا الإمتحان مثل باقي الإمتحانات و لا مجال للخوف لا سيما و أن المادة الأولى هي اللغة العربية. أما ليندة و فريال و كلثوم و محمد و أمين فقد ظهرت عليهم برودة الأعصاب نظرا للتحضير النفسي الذي أطره أوليائهم الى جانب مستشاري التوجيه المدرسي آملين النجاح و تحقيق حلمهم ليكونوا أطباء أو محامون أو مهندسون. و بخصوص عملية التحضير للإمتحان فأجمع جل التلاميذ أن المراجعة الجماعية و دروس الدعم التي قدمها لهم أساتذتهم كانت كافية للتحضير لهذا الموعد التربوي الهام. و في هذا الصدد أكدت ليندة التي كانت مبتسمة أنها كانت "مواضبة على مراجعة و حفظ الدروس في الموعد يوميا" و ذلك حتى تتراكم عليها المواد و تختلط مما قد يخلط عليها الامور. من جانبها رددت زميلتها كلثوم بقولها "راجعنا و قمنا بواجبنا و الباقي على الله". أما الصديقتين لينا و لامية اللائي كانتا تعانقان بعضهما فرحة باجتياز الإمتحان في نفس المؤسسة التربوية فأكدتا أن هذا عامل محفز للنجاح املين في مواصلة دراستهما سويا و بلوغ أمنيتهما لتكونا في المستقبل طبيبتين. ومن جهتهم اغتنم أولياء التلاميذ مدة إيصال أبناءهم إلى مراكز إجراء الإمتحانات لتقديم لهم نصائح عن التركيز و قراءة السؤال أكثر من مرة و عدم التهور في الإجابة لتحقيق النجاح الأكيد. و هو ما ذهب إليه ولي التلميذة ليليا التي لم تتوان في تقديم كم هائل من النصائح لابنتها للظفر بتأشيرة المرور إلى مقاعد الثانوية خاصة و أن ابنتها "نجيبة" و تحصلت على نتائج جد إيجابية طيلة السنة. من جهتها بدت خالة احدى التلميذات التي حرصت على مرافقة ابنة اختها جد متخوفة لدرجة أنها اعتذرت عن الحديث بسبب الخوف الذي انتابها. و ما إن فتحت أبواب الثانوية حتى تسارع الطلبة للالتحاق بمقاعدهم التي كانت مرقمة و عليها أسماء كل واحد منهم وفق التسلسل الأبجدي لأسمائهم يساعدهم في ذلك المؤطرون المجندون لتوفير كافة الظروف الملائمة للسير الحسن للامتحان. و حرص القائمون على المؤسسة التربوية على تقديم الحلوى باعتبار هذه الأخيرة "فأل خير" عليهم لاجتياز الامتحان بنجاح بعد حجز الحقائب و الهواتف النقالة عند مدخل المؤسسة. و في تمام الثامنة صباحا شرع التلاميذ في استقبال أوراق الامتحان و ما تحويه من أسئلة و كلهم أمل في أن يوفقوا في اجتياز هذه المرحلة المصيرية.