تواصلت أشغال الملتقى حول "الاستقلال في ادب ما بعد الاستعمار" من تنشيط جامعيين جزائريين و أجانب من يوم الجمعة إلى يوم الأحد في إطار فعاليات المهرجان الدولي الخامس لأدب و كتاب الشباب. و تم خلال هذا الملتقى مناقشة اعمال أدبية إفريقية تعالج موضوع الإستقلال من طرف جامعيين إستندوا إلى نصوص من تأليف كتاب أفارقة من بينهم جزائريين لشرح كيف تم التطرق إلى موضوع الإستقلال من خلال الأدب. وقدم المشاركون في هذا الملتقى الذي إختتمت أشغاله اليوم الأحد أفكارا حول مختلف المؤلفات الادبية الصادرة منذ سنة 1960 الفترة التي تميزت بإستقلال و تحررعدة دول إفريقية من قيود الإستعمار و منها الجزائر سنة 1962. كما حاول الأساتذة الجامعيون تقديم توضيحات بخصوص الطريقة التي وصف بها الإستقلال من خلال فن الكتابة بإختلاف أنواعها و أساليبها سواء الرواية أو الشعر أو المسرح مذكرين أن الأدب أبرز في البداية فرحة الشعوب بتخلصها من التبعية و تحرر ها في طريقة تفكيرها. كما تطرق الأساتذة الجامعيون إلى إستخدام لغة المستعمر من طرف المؤلفين "المستعمرين" و كذلك إلى ظهور الأدب النسوي الإفريقي معتبرين أن التحكم في عدة لغات يعتبر ثراء فكريا و ليس تقهقرا للهوية الثقافية. في هذا السياق، صرح السيد بن عودة لبداي أستاذ بجامعة المين بفرنسا و مختص في الادب خلال و ما بعد الإستعمار أن ذلك قد بين أنه قد تم أفرقة اللغات الأوروبية ذاكرا على سبيل المثال رشيد بوجدرة و مولود فرعون اللذين أدرجا اللهجات (العربية و القبائلية) في رواياتهم. وأوضح الأستاذ بن عودة أن اللغات الأوروبية لاسيما الفرنسية والإنجليزية المستعملة في الاعمال الأدبية للكتاب الأفارقة قد سمحت لهؤلاء بالمشاركة في المواعيد الدولية و التأكيد بلغة المستعمر عن هوية إفريقية لا تتجزأ. ومن جهة أخرى، أكد السيد بن عودة انه بإمكان كاتب إفريقي ان يمثل الأفارقة في أحاسيسهم من خلال تجسيد شخصيات يعبر من خلالها عن معاناة الأفراد لمنحهم الأمل و حثهم على المضي قدما. فيما يتعلق ببروز الأدب النسوي الناطق باللغة الفرنسية أو الإنجليزية في إفريقيا أجمع المشاركون في هذا الملتقى أن الإستقلال قد منح للمرأة إمكانية التعبير التي تجسدت بحضور قوي للمرأة في الساحة الأدبية منذ فترة الستينيات و ذكروا على سبيل المثال آسيا جبار و كين بوغول (السنيغال). وفضلا عن هذا الملتقى المخصص للأدب ما بعد الإستعمار يقترح المهرجان على الزوار نقاشات متعددة تتمحور حول مختلف المواضيع الأدبية و كذا حوارات بين مؤلفين جزائريين و أجانب. كما تتواصل أشغال المهرجان الدولي الخامس لأدب و كتاب الشباب إلى غاية 23 جوان بساحة رياض الفتح (الجزائر) و باتنة و سيدي بلعباس.