ينطلق الملتقى الدولي "روح فرانتز فانون" يوم غد الاثنين بمسرح الهواء الطلق الهادي فليسي و الذي يسعى إلى الإجابة على عديد التساؤلات حول موضوع صلاحية "مفاهيمه الجوهرية" عبر الزمن و كذا أيضا مناهج "رؤاه" الخاصة باللاشعور الاجتماعي و الفردي المتداخل. و يمكن للجمهور أن يستمع و يلتقي أيام 2 و 3 و 4 جويلية من الساعة التاسعة صباحا (09:00) إلى الثالثة زوالا (15:00) لتلك الشخصيات في فضاء مركب الهادي فليسي غير بعيد عن فندق الاوراسي و على مستوى ذلك النهج الشهير لفرانتز فانون. و قد استطاع مشروع منشورات "آبيك" الخاص بتكريم فرانتز فانون الذي برزت فكرته و اختمرت منذ أزيد من سنة أن يرى النور في تظاهرة فريدة من وجهة نظر الفكرة و النشاطات ويوحي عنوانه "روح فانون" بان منشطي دار النشر هاته - سامية زنادي و كريم شيخ- يريدان بمناسبة خمسينية الاستقلال الوطني معانقة أجواء تلك الحقبة المتميزة بحركات التحرر التي يتبوأ فيها جيش التحرير الوطني تلك المكانة التي يعترف له بها الجميع. و أوضح منظمو الملتقى أن "روح فانون" يسعى أولا إلى إحياء ابرز الأفكار التي "مكنت شعوبنا من النهوض ... و إعادة التواصل مع ذلك المجهود النظري الكبير الذي قام به فانون و آخرون من اجل فهم طبيعة المواجهة بين الاستعمار و الكفاح من اجل التحرر". كما تمت الإشارة إلى أن ملتقى روح فانون "يمكننا من رؤية أو مراجعة الرؤى الخاصة بما يمثله فرانتز فانون الرجل و المناضل و المفكر بالنسبة لشخصيات فكرية أو/و سياسية من جيله أو تلك التي جاءت من بعده". فانون عاش مراحل الأزمات السياسية و الفكرية انطلاقا من النجاحات النظرية لفانون ستسعى شخصيات من أمثال إيجاز احمد (الهند) و طارق علي (باكستان) و سمير أمين (مصر) وجورج كرم (لبنان) و اميناتا درامان طراوري (مالي) و برنار فونو تشويغوا (الكاميرون) و ب.ك. مورتي (الهند) و شخصيات أخرى جزائرية إلى "الحديث عن وقتنا المعاصر من خلال الحديث عن فانون". و يرى المشرفون عن الملتقى أن فانون "قد عاش دوما على خط القطيعة و اقرب ما يكون إلى محور الأزمات السياسية و العسكرية والثقافية والعلمية التي كانت تهز النظام الاستعماري و تعطي للشعوب القدرة على الحلم بالحرية". كما تم التأكيد على أن ملتقى "روح فانون من شانه إعادة أبعاد تلك الشخصية ذات الثراء المتنوع و كذا جميع آمال تلك المرحلة التي أعطت من خلال كفاح الشعوب تصورات جديدة لكلمة حرية و استقلال و مقارنة البعد العالمي للاستعمار مع البعد الناشئ لتضامن الشعوب المستعمرة و المقهورة تحت راية المطالبة بالاستقلال والحق في التنمية و العدالة الاجتماعية". إن عملية الاسترجاع تلك كانت تقضي بأخذ حقبة الكفاح من اجل الاستقلال ب"شموليتها المعنوية" ولذلك سعت دار نشر "آبيك" إلى إعادة تشكيل تحالفات الإبداع الفني من خلال إعادة بناء المفاهيم السياسية الجديدة لرواد الحركة التحررية مع التحليل السياسي و الاقتصادي لوضعية الخاضعين للاستعمار وتحليل الآليات النفسية و الثقافية للهيمنة و تلك الخاصة بالتمرد و طرق الكفاح اللامتناهية. و جاء في البرنامج أن إقامة الكتاب ستنظم و تحيي نشاطاتها الثقافية من خلال مجموعة لقاءات متبوعة بنقاش ومحاضرات سيما بفيلا عبد اللطيف من ال4 جويلية إلى غاية 12 من هذا الشهر أما المشاركون فسيسهمون في إقامة الحدث من خلال تحضير عمل جماعي يصدر في شهر ديسمبر 2012 و يدور حول تلك المسائل الجوهرية: "فرانتز فانون علامة مرحلة متمردة" و "فانون همزة وصل (جزر الانتيل و الجزائر و إفريقيا)" و "فانون: الشوكة المؤلمة في خاصرة الاستعمار" أو "فانون و سلوكه" و "فانون و عشقه للجزائر و قراره بعدم الخنوع و الطبيب المعالج (و مفهومه للعلاج الاجتماعي)". و سيستقبل الكتاب و المبدعون عامة الجمهور كل مساء بفيلا عبد اللطيف ابتداء من الساعة الخامسة (17:00 ) ومن بين المدعوين المنشطين سيكون هناك كل من تييرنو مونينبو (غينيا) و اوجان ايبودي (الكاميرون) و جيتا هاريهاران (الهند) ومنصف غاشم (تونس) و جون لوك راهاريمانانا (مدغشقر) و يبرير إسماعيل (الجزائر) و آليس شرقي (فرنسا) و أسماء عزايزة (فلسطين) و سامي تشاك (الطوغو) و فوزي كريم (العراق) و اسكندر هباش (لبنان) و هاجر قويدري (الجزائر). أما الانطلاقة فستكون يوم الأحد 8 جويلية مع تييرنو مونينبو (غينيا) واسكندر هباش (لبنان) و فوزي كريم (العراق) و سامي تشاك (الطوغو) و اوجان ايبودي (الكاميرون) و أسماء عزايزة (فلسطين). و خلص ذات المصدر إلى أن "فانون لم يكن ليستحسن غير هذه النهضة لغالبية الأهالي و الكفاح بمفهومه الشامل و الكلام مع النفس عن النفس و ليس عن الكلام الاستعماري الذي لا ينبغي أن نتبناه مرجعا و بخاصة بعد مرور خمسين سنة من الاستقلال".