دأبت فرقة البالي الوطني منذ سنين على الحفاظ وترقية مختلف طبوع الرقص الشعبي لمختلف مناطق الوطن حيث تتخصص وحافظت على 14 رقصة شعبية عريقة تمثل كل منها مميزات جهة معينة من البلاد. وفي مداخلة لها في لقاء تحت عنوان "حين تحتفل رقصات التراث بحريات الشعوب" المنظم على هامش المهرجان العربي - الإفريقي للرقص الفلكلوري بتيزي وزو أوضحت فاطمة الزهراء أقربي يوم الأحد أن فرقة البالي الوطني انكبت منذ عقود على المحافظة و الترقية ل 14 رقصة تراثية شعبية عريقة تمثل كل منها الخصوصيات التعبيرية لمختلف جهات الوطن. وأوضحت أقربي و هي راقصة سابقة ومسؤولة حاليا بالبالي الوطني أن كل مناطق البلاد تتوفر على رقصتها التي تميزها من خلال بعض الإيحاءات و الإيقاعات والخطوات و المعاني السميائية معتبرة أن ولاية جيجل هي الوحيدة التي "تفتقر الى هذه اللغة الفنية (الرقص)". و من بين الرقصات الجزائرية التراثية النضالية المعبرة عن حب الوطن ذكرت أقربي فرقتي "التوارق" و"لعلاوي"المنتشرة بالجنوب الغربي للبلاد التي "تتغني و بلغة الجسد بالانتصارات وبالإقدام وبالشجاعة " حين الاستعداد للمعركة والذهاب لملاقاة العدو و أيضا عند رجوع الفرسان من المعركة "فتؤجج و في كل مرة الحماس فيهم و تستنهض فيهم إرادة الاستبسال ". كما أوضحت أقربي أن فرقة "أولاد نايل" بالجلفة للرقص الشعبي تعد "الأولى التي بادرت إلى عرض فنها الراقي للجمهور ضمن فوج مختلط" للرجال والنساء "عكس بقية الفرق التي كانت في الأصل متشكلة إما من الذكور أو النساء فقط". وذكرت نفس المسؤولة من جهة أخرى أن النواة الأولى لفرقة البالي الوطني تشكلت سنة 1967 "رغم استهجان الكثير من أولياء الراقصات وجزء كبير من المجتمع لهذه المهنة الثقافية" في ذلك الوقت. وحصدت فرقة البالي الوطني خلال مسارها العديد من الجوائز و الشهادات التقديرية و العرفان و ذلك على المستويات الوطنية و الإفريقية و العربية و الدولية.