يواصل وفدا دولتي السودان وجنوب السودان يوم الأحد في إثيوبيا مفاوضاتهما حول القضايا العالقة بينهما بوساطة الآلية الافريقية وسط تصاعد للتوتر بين الجارتين على خلفية اتهام جوبا للخرطوم بشن هجمات عسكرية على أراضيها وتهديدها بتعليق المحادثات. وكانت المفاوضات بين الدولتين استأنفت في 12 جويلية الجاري بمدينة (بحردار) بإثيوبيا بعد توقفها لفترة بسبب الاشتباكات المسلحة التي دارت في منطقة (هجليج) الغنية بالنفط بين جيشي البلدين شهري مارس وأفريل الماضيين. وشهدت المفاوضات بين الجارتين عدة جولات لم تفض في مجملها إلى أية حلول جدية إلا أنه وفي الوقت الذي بدأ فيه الوضع بين الخرطوموجوبا يشهد انفراجا ملحوظا ومع اقتراب الدولتين من التوصل إلى أرضية توافقية حول القضايا محل النزاع بينهما عاد الوضع ليتأزم من جديد على خلفية اتهام دولة الجنوب لنظيرتها الشمالية بشن غارات على أراضيها وتهديدها بتعليق المفاوضات الامر الذي نفته الخرطوم. وقد قررت جوبا توقيف التفاوض المباشر مع الخرطوم احتجاجا على ما قالت أنه "هجوم للقوات الجوية السودانية على أراضيها". وأعلن الناطق الرسمي باسم وفدها المفاوض عاطف كير أن "دولة جنوب السودان قررت عدم الانخراط في أية اجتماعات أو التفاوض المباشر مع وفد حكومة السودان إلا بحضور الوساطة الافريقية". ومن جهتها نفت السودان الاتهامات الموجهة إليها حيث أكد الناطق الرسمي باسم جيشها العقيد الصوارمي خالد سعد أن "قوات بلاده لم تقم بأي اعتداء على قوات دولة جنوب السودان أو على الجيش الشعبي خلال الفترة الماضية". وأكد الصوارمي أنه "بالرغم من وجود قوات الجيش الشعبي في مناطق سودانية بشرق دارفور فى منطقة تمساحة وغيرها إلا أن الجيش السوداني لم يعتد على قوات دولة جنوب السودان" مشددا على أن الاتهامات "لا أساس لها من الصحة". وعلى خلفية ذلك التقى وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين المترئس لوفد بلاده في المفاوضات بين الدولتين برئيس لجنة الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى ثامبو امبيكي وأبلغه أن جيش بلاده لم يقم باي عمليات للطيران بحدود دولة الجنوب وأن ماتم هو التصدي لحشود من قوات حركة العدل والمساواة بمنطقة بحر العرب. ومن جهتها أعلنت لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الإفريقي فتح تحقيق في الشكوى التي تقدمت بها جوبا بعد أن تلقت أول أمس الجمعة رسالة من رئيس وفد التفاوض لدولة الجنوب باقام آموم تتضمن شكوى في الموضوع. وشددت اللجنة على ضرورة التزام الطرفين بإنهاء كافة الأعمال العدائية وحل جميع المسائل العالقة بينهما بطرق سلمية وأكدت على أهمية التزامهما بمواصلة مفاوضاتها دون توقف بموجب خارطة الطريق التي تبناها الاتحاد الإفريقي وأقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2046 برعاية لجنة الوساطة التابعة للاتحاد الإفريقي. ورغم تهديد دولة الجنوب بتعليق التفاوض مع جارتها الشمالية إلا أنه تم عقد اجتماع لوفدي الدولتين مع الوساطة الافريقية استعرضت خلاله كافة الادعاءات التي تقدمت بها جوبا. وبالرغم من الاتهامات التي وجهتها لها جوبا أعلنت الخرطوم استعدادها للاستمرار في التفاوض مع دولة الجنوب من محاولة لإيجاد حل للقضايا العالقة بينهما. وقد أعلنت الوساطة الافريقية أمس السبت أن طرفي المفاوضات وافقا على مواصلة مفاوضاتهما دون انقطاع تحت رعاية اللجنة الافريقية وأنهما أكدا التزامهما بإنهاء كافة الأعمال العدائية والتوصل لحلول لكافة المشاكل بينهما عبر الوسائل السلمية. وكان وفدا التفاوض أكدا قبل استئناف المفاوضات على أنه سيتم الاتفاق على معالجة كافة القضايا العالقة وبطريقة شاملة بناء على نهج استراتيجي شامل وذلك ابتداء من جولة التفاوض المباشر التي انطلقت الخميس الماضي. وقد أعلن رئيس اللجنة المشتركة لمنطقة (أبيي) الخير الفهيم الثلاثاء الماضي عن التوصل إلى اتفاق خلال مفاوضات اللجنة المشتركة مع دولة جنوب السودان للتعايش السلمي والمساعدات الإنسانية في المنطقة وقد تمت صياغة مسودة مشتركة للتعايش السلمي والمساعدات الإنسانية في المنطقة وأن التوقيع على هذه الإتفاقية سيتم خلال أول اجتماع قادم للجنة المشتركة. كما أعلن الفهيم عن تعيين مفوض خاص للشؤون الإنسانية ل (أبيي) للإشراف على توزيع المساعدات الإنسانية. وكان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي ناشد السودان وجنوب السودان لتسوية خلافاتهما في المهلة التي حددها المجتمع الدولي من الآن و إلى غاية 2 اوت المقبل. ويتفاوض كل من السودان وجنوب السودان من أجل إيجاد حلول للقضايا العالقة بينهما منذ إعلان انفصال الشمال عن الجنوب في ال9 جويلية 2011 والتي تشمل أساسا ملف ترسيم الحدود والقضايا النفطية والملفات الأمنية.