بدأ التين الشوكي (الهندي) أو (الصبار) في اكتساح أسواق وأرصفة شوارع مدينة سوق أهراس وحواف الطرقات ودخل البيوت ليتربع على موائد رمضان مزاحما الفواكه الأخرى مثل التفاح والبطيخ والعنب، حسبما لوحظ. ولم يصاحب عرض هذه الفاكهة الصيفية للبيع العبارة الشهيرة "الهندي والموس من عندي" التي تعطي نكهة خاصة في كل موسم جني هذه النبتة وذلك بالنظر الى عامل الصيام الذي تخفت فيه الأصوات طيلة النهار. وقد جعل العديد من باعة هذه الفاكهة البرية مورد رزق لهم ولعائلاتهم. وتفنن الشباب في صنع مشهد لطيف عبر عديد الشوارع على غرار "طريق تبسة" بوسط سوق أهراس وبمحاذاة متوسطة "ابن خلدون" وهم يجرون نقالات تحمل المئات من حبات التين الشوكي التي تنمو في مناطق جبلية ولا تتطلب عناية كبيرة على غرار الأشجار المثمرة. ويقضي سفيان.ك (16 سنة) طوال أيام شهر أوت الجاري في بيع وتقشير حبات الهندي للمارة مقابل حصوله على مبلغ مالي كفيل بأن يمكنه من اقتناء لوازم مدرسية مطلوبة في شهر سبتمبر المقبل. وعلى الرغم من صعوبة جني هذه الثمرة جراء كثرة أشواكها الصغيرة والكثيفة بقشرة حباتها والتي يصعب رؤيتها بالعين المجردة إلا أن عددا كبيرا من الشباب خاصة منهم البطالون يتكبدون متاعب جمة في قطفها وجنيها لاسيما وسط ارتفاع درجات الحرارة وعامل الصيام -كما يشير الى ذلك بعض الباعة . وأصبح هذا "الزائر الجديد" في شهر أوت يسيل لعاب الصائمين قبيل الإفطار فيقدمون بكثرة على اقتنائه ووضعه لساعات في الثلاجة غير مبالين بسعر الحبة الواحدة الذي يتراوح بين 8 دج و10 دج فيما تباع ال100 حبة منه ب600 دج. وأوعز بعض الباعة ارتفاع أسعار هذه الثمرة إلى متاعب جنيها بالمناطق الجبلية النائية ونقلها فيما بعد إلى الأسواق المحلية وعرضها للبيع بأسعار تبقى -حسبهم- في متناول المواطنين مقارنة بأسعار الفواكه الأخرى. ويستوقف "الهندي" الذي له -حسب عدد من العارفين- فوائد غذائية وصحية عدة وحتى على جمال البشرة العابرين لأزقة وشوارع سوق أهراس طيلة موسم الحر خاصة وأن المنطقة تشتهر بوفرة هذه الفاكهة الذهبية اللون وبنوعية جيدة. ويستحوذ "التين الشوكي" بولاية سوق أهراس على مساحة تزيد عن 4 آلاف هكتار تقع ببلديتي سيدي فرج وويلان ومنطقة أولاد عباس الحدودية بالقرب من مدينة الونزة (تبسة) حسب ما أشار إليه رئيس غرفة الفلاحة. وأفاد السيد محمد يزيد حمبلي ل/وأج أن غرفة الفلاحة بالولاية تسعى حاليا إلى إنشاء وتأسيس تعاونية تهتم بتثمين واستغلال وإنتاج "التين الشوكي" وذلك من خلال استحداث وحدة تتكفل بتحويل هذه الفاكهة إلى زيوت نباتية وأعلاف ومصبرات وعصير وحتى تعليبه. و بمقابل ذلك، يعكف مسؤولو غرفة الفلاحة حاليا على ضبط برنامج يقضي بزراعة هذه الثمرة بالمناطق السهبية بالولاية وذلك في إطار برنامج تنمية السهوب لما لها من فوائد غذائية خاصة وأنها غنية بالبوتاسيوم والسكريات وتسمح بتحمل العطش كما أنها تساعد على التوازن البيئي. وإلى جانب ذلك، فإن حقول "التين الشوكي" كما أضاف رئيس غرفة الفلاحة تعتبر ملاذا للحيوانات الخاصة بالصيد على غرار الأرانب البرية والحجل مما يسمح بالنهوض وتنمية السياحة الصيدية بالمناطق القاحلة.