عرضت يوم الاثنين بالمسرح الوطني محي الدين باش طارزي بالجزائر مسرحية "نساء بلا ملامح" لجمعية النوارس للفنون الدرامية لمدينة البليدة في إطار المنافسة الرسمية للطبعة ال7 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف. يعالج موضوع المسرحية التي تنتمي الي الدراما السيكولوجية و المقتبسة عن نص للكاتب العراقي عبد الامير الشمخي اشكالية المرأة في المجتمعات التسلطية من خلال معانات ثلاثة فتيات جمعهن القدر بعد تعرضهن للاغتصاب الجسدي و الفكري حيث يحولهن المجتمع من ضحايا الى مجرمات ينبذن و يعزلن عن العالم . من خلال هواجس و الآلام المغتصبات الثلاثة يسلط النص الذي أعاد كتابته الجزائري رابح هوادف الذي حاول إعطاءه صبغة محلية الضوءعلى الكثير من الصراعات والمشاكل الاجتماعية التي تجعل من المرأة ورقة في كل الحسابات . و رغم كل القيود المسلطة عليها تبقى المرأة عنيدة و مقاومة تستلهم قوتها من إيمانها بقدرتها على تجاوز الصعاب . و قد أبدت الممثلات صورية بسعدي و نادية علي حسنات و أمال بن عمرة إمكانيات و قدرات واعدة في الأداء كما قدم الممثل احمد مداح عرضا محترما حيث تأقلم مع الدور الذي قدم فيه شخصية متسلطة ووصولية لا تتررد في قتل اقرب الناس إليها من اجل تحقيق مآربها . و ان كانت لغة النص الفصيحة جميلة و مليئة بالرمزية إلا ان الكثير عابوا على الكاتب و المخرج أسامة محمد عباس عدم استعمال لغة بسيطة قريبة من الجمهور خاصة و آن الموضوع يتناول بعض من همومه و انشغالاته . و كانت مسرحية "نساء بلا ملامح" قد فازت بالمرتبة الأولى في الطبعة السادسة للمهرجان الجهوري للمسرح المحترف الذي احتضنه المسرح الجهوري لمدينة سيدي بلعباس في شهر افريل الماضي . وإثر هذا التألق تاهلت جمعية "النوارس" للمشاركة في منافسات المهرجان الوطني للمسرح المحترف . و كانت فعاليات الطبعة ال7 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف قد انطلقت يوم السبت بالعاصمة و تتواصل الى غاية ال27 سبتمبر بالمسرح الوطني محي الدين باش طرزي بمشاركة 17 فرقة من مختلف جهات الجزائر في المنافسة الرسمية . و تترأس الفنانة القديرة صونا مديرة المسرح الجهوي لعنابة هذه الطبعة السابعة و ذكرت في كلمتها الافتتاحية ان الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف يصادف الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر مشيرة بالمناسبة إلى "الانتقال المثمر ما بين أجيال" الممثلين في غضون خمسين سنة من العطاء المسرحي الجزائري". و الى جانب العروض المشاركة في المكنافسة تقدم فرق جزائرية و أجنبية عروضا على هامش المنافسة بالعاصمة بالإضافة إلى تلمسان, تيزي وزو, المدية, عنابة, مغنية و القليعة.