كشف المخرج المسرحي الشاب محمد إسلام عباس أمس عن جديده القادم، حيث يحضّر لعمل ركحي مع جمعية "أوفياء" المسرح لمدينة براقي. يحمل جديد عباس الذي لم يتحدد تاريخ عرضه الشرفي بعد، عنوان "بني كلون"، أخرجه بمساعدة سيد أحمد مدّاح، كما كتب نصه، حسين طايلب، مركزا على نقطة تهاوي القيم في الوقت الراهن، وصمم إضاءة عرضه رابح مباركية، أما التأليف الموسيقي لمسرحية "بني كلون" فعاد إلى حسان لعمامرة. ويقول مخرج "بني كلون" ل"السلام"، إن موضوع مسرحيته يتمحور حول الاستنساخ، وتدور أحداثها التي يجسدها كل من قبي، سعاد، عثمان، آسيا ومحمد، بين جدران عيادة متخصصة في طب النساء، يعتمد خلالها تقنية المسرح داخل المسرح، المترجمة لسقوط أفرادها -المتباينة أهدافهم، والباحثين عن أرضية اتفاق- في فخ الإيمان بمنطق: "الغاية تبرر الوسيلة"..الأمر الذي يظهر من خلال مواقفهم ومفرداتهم وحركاتهم. من جانبه، كتب رابح هوادف، في ورقة نقدية للعمل لخص خلالها "بني كلون" في سطور قائلا: "في زمن متغيّر موجوع بالمكر والكذب والشرور، يفتش قوم بني كلون عن كينونة ضائعة بين نزوات الدكتور كبوط وارتياع السي قرمش وتخبط زعيتر وسط الأوضاع، وفيما يغرق الدكتور كبوط في مغامراته اللامتناهية، تصدمه السيدة وحشية بوحشة مطلب مزدوج "استنساخ طفل واستئجار رحم"، وتدعمها فتاة لعوب، فكيف يتخلص الدكتور كبوط من الورطة، وهل يقرّه قوم بني كلون على الفعلة؟" ويواصل المتحدث بقوله: "بني كلون دعوة لنبذ النزق والمشتبه والامتهان والزبائنية، والتنزه عن عقلية الغاية تبرر الوسيلة، والاحتكام إلى منطق سوي لحنه القائد الوفاء للأخلاق وقوانين الكون". كما أورد في سطوره عن العمل، كلمة لمخرج "بني كلون" محمد إسلام عباس، قال فيها: "كيف نربح الحياة وكيف نراهن عليها وكيف نخسرها...هل بدأت تذبل زوجتي؟ لا أعرف. لكن الذبول شيء خطير، نفضل أن نرى هيروشيما ولا نرى الذبول، هل قلت الذبول؟ نحن لا نرى أنفسنا في المرايا.. ربما لهذا السبب لا نرى ذبولنا، تذكروا أننا نريد الحقيقة.. سيما وأنّ العالم صار كتابا مفتوحاً..فريق بني كلون". من جهة أخرى، ذكر المخرج عباس ل"السلام"، أن مسرحيته الأخيرة التي حملت عنوان "نساء بلا ملامح"، قد نجحت في افتكاك مكان لها للمشاركة في منافسة مهرجان المسرح المحترف، الذي ستحتضنه قاعة المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي في الأشهر المقبلة. للتذكير، حازت "نساء بلا ملامح" على الجائزة الكبرى لمهرجان سيدي بلعباس، وقام رابح هوادف باقتباس حر لنص الدراماتورج العراقي عبد الأمير الشمخي، وشارك في تقديمها إلى الجمهور مجموعة من الممثلين الشباب، إلى جانب المصممة الكوريغرافية سمر بن داود، والسينوغراف، مراد بوشهير، والموسيقي، حسان لعمامرة. وأنتجت العمل، جمعية النوارس المسرحية لمدينة بوقرّة بولاية البليدة، وينتمي العرض الذي يستغرق 75 دقيقة من الزمن، إلى الدراما السيكولوجية، ويتعرض إلى سياقات أنثوية ضائعة في جزائر اليوم. وتعالج المسرحية مأساة ثلاث فتيات تعرضت أنوثتهنّ إلى الاغتصاب على يد مقصلة لها قوانينها الخاصة، بقين لسنوات طويلة عنوانا للعار، يُعاقبن على ذنوب لم يقترفنها في مجتمع ذكوري يوزع أحكامه الجاهزة ويمارس وصاية مغلفة بألوان من القوالب التقليدية الغير معترفة بقوانين الحياة الحقّة. وتعيش البطلات المهزومات ضياعا مؤثثا بالمرارة والخيبة والانشطار، ويقرر الشبح المتربص بحياتهنّ توزيع "صكوك غفران مشروطة"، حيث يملي "الخيانة" ثمنا لاستعادة اعتبارهنّ المهدور، فهل تقبل النسوة اللعبة؟ من جهته، قال المخرج محمد إسلام عباس، في كلمة عن عمله "نساء بلا ملامح": "الضياع.. مصطلح لطالما حضر في القاموس الجزائري اليومي، وحينما يقترن هذا الضياع بالنساء، يدفع المرء إلى البحث أكثر عن ماهية ضياع اتسعت حدقاته على مر السنين..من هنا، برزت فكرة التعاطي مع نصية عبد الأمير الشمخي، وإسقاطها بشكل مغاير على الراهن الجزائري المثخن بطابوهاته، ولعلّ ما حدث لآلاف النساء من جرائم اغتصاب وامتهان وعنف جنسي، يشكّل أحد أهمّ الطابوهات المسكوت عنها في مجتمع لا زال يمعن في النيل من الضحية ويتعامى عن الجلاّد"..