تشهد قاعة “مصطفى كاتب” بالمسرح الوطني “محي الدين بشطارزي” زوال اليوم الاثنين (15.00)، عرض مسرحية “نساء بلا ملامح” الذي يدخل ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح المحترف في طبعته السابعة المستمرة فعالياتها إلى غاية 27 من الشهر الجاري. اقتبس الكاتب، رابح هوادف، أحداث “نساء بلا ملامح” عن نص الدراماتورج العراقي عبد الأمير الشمخي، وأخرجها ركحيا محمد إسلام عباس بمشاركة كوكبة من الممثلين الشباب، أما الكوريغرافيا فتكفلت بتصميمها سمر بن داود، ليبدع في الجانب السينوغرافي مراد بوشهير، أما الموسيقى فعاد تأليفها إلى حسان لعمامرة. وتتعرض الدراما السيكولوجية “نساء بلا ملامح” التي تعرض أحداثها في 75 دقيقة، إلى حالات أنثوية ضائعة في جزائر اليوم، حيث يعالج العمل الذي أنتجته، جمعية النوارس المسرحية لمدينة بوقرّة التابعة إلى ولاية البليدة، مأساة ثلاث فتيات تعرضت أنوثتهنّ إلى الاغتصاب على يد مقصلة لها قوانينها الخاصة، وبقين لسنوات طويلة عنوانا للعار، يُعاقبن قسريا على ذنوب لم يقترفنها في مجتمع ذكوري يوزع أحكامه الجاهزة ويمارس وصاية مغلفة بألوان من القوالب التقليدية الغير معترفة بقوانين الحياة الحقّة، فتعيش البطلات المهزومات ضياعا مؤثثا بالمرارة والخيبة والانشطار، ليقرر الشبح المتربص بحياتهنّ توزيع “صكوك غفران مشروطة”، حيث يملي “الخيانة” ثمنا لاستعادة اعتبارهنّ المهدور، فهل تقبل النسوة اللعبة؟ وتتجسد شخصيات “نساء بلا ملامح” عبر وجوه تمثيلية واعدة من أمثال، صوريا بسعدي، آمال بن عمرة، نادية علي حسنات، وسيد أحمد مداح.. وقد قال مخرج العرض، محمد إسلام عباس، عنه: “الضياع.. مصطلح لطالما حضر في القاموس الجزائري اليومي، وحينما يقترن هذا الضياع بالنساء، يدفع المرء إلى البحث أكثر عن ماهية ضياع اتسعت حدقاته على مر السنين.. من هنا، برزت فكرة التعاطي مع نصية عبد الأمير الشمخي وإسقاطها بشكل مغاير على الراهن الجزائري المثخن بطابوهاته، ولعلّ ما حدث لآلاف النساء من جرائم اغتصاب وامتهان وعنف جنسي، يشكّل أحد أهمّ الطابوهات المسكوت عنها في مجتمع لا زال يمعن في النيل من الضحية ويتعامى عن الجلاّد”. للإشارة، بقدر ما اشتغل العرض الذي سيحتضنه ركح قاعة مصطفى كاتب عصر اليوم الاثنين بالمسرح الوطني بشطارزي، على سيكولوجية نماذج أنثوية مقهورة بالأنا الذكوري المستبدّ، فإنّه يمثل دعوة للكف عن تسويق ثقافة الأحكام الجاهزة، والانفتاح على عوالم المرأة الأم، الأخت، الإبنة..وإعادة الاعتبار لمن جرى ويجري قتلهن مرتين، واعتناق مذهب تواصلي بنّاء ينأى عن التعصب والتطاول ومحدودية الأفق.