اتفق رؤساء الكتل البرلمانية بالمجلس الشعبي الوطني — بالرغم من تباين مواقفهم بين مؤيد و متحفظ بشأن مضمون مخطط عمل الحكومة— خلال تدخلاتهم مساء اليوم الاحد على ضرورة استكمال مسار الاصلاحات السياسية التي شرع فيها في السنوات الاخيرة. وفي هذا الاطار اكد رئيس الكتلة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني محمد جميعي ان مخطط عمل الحكومة يعد "لبنة اساسية لتنفيذ و استكمال تشييد المشاريع الكبرى و الاصلاحات العميقة التي بادر بها رئيس الجمهورية و ذلك لدفع عجلة التنمية والنمو في كامل مجالاتها". و نوه رئيس الكتلة بالتحديات الواجب رفعها و الافاق التي جاء بها المخطط لا سيما تقريب الادارة من المواطن و تعزيز عامل الثقة و تحريك عجلة الاقتصاد وبعث الاستثمار للتخفيف من آفة البطالة و تنويع المصادر الاقتصادية لخلق موارد للتموين جديدة. كما أشار النائب الى تحديات الاهتمام بالشباب و التكفل بانشغالاتهم وتطوير القطاعات الخدماتية التي لها صلة مباشرة بمتطلبات المواطن العادية وكذا التحديات الخاصة بتحقيق "مبادئ دولة الحق و القانون و التكفل بانشغالات الجالية بالمهجر" الى جانب مواصلة السعي للانضمام للمنظمة العالمية للتجارة. وطالب المتدخل بضرورة "تدعيم وتعزيز وتحديث منظومة الدفاع الوطني وعصرنتها وكل اسلاك الامن حفاظا على وحدة الجزائر الترابية وحماية حدودها". واوصى رئيس كتلة حزب جبهة التحرير الوطني في تدخله ب"تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية الجزائرية" معبرا في نفس الوقت عن رفض حزب جبهة التحير الوطني القاطع لاي تدخل اجنبي في المسائل الداخلية للدول. ومن جهته اكد رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي ميلود شرفي ان حزبه "يشجع المثابرة في الجهد و تصحيح مسار الاصلاحات عندما تثبت الضرورة ذلك". وفي هذا المجال قال المتدخل بان "اصلاح العدالة او منظومة التعليم على سبيل المثال تشكل تحولات بدات تأتي ثمارها تحولات في حاجة الى الاستقرار في مسارها" مناشدا الحكومة "الصمود امام اصوات اللوبيات والتمسك بمصلحة البلاد لا غير". ودعا شرفي الى ترقية مكانة ودور الجماعات المحلية والاستمرار في تجسيد الاصلاحات المتعلقة بالجماعات المحلية وذلك عبر اصدار النصوص التنظيمية العديدة التي رافقت مراجعة قانوني البلدية و الولاية في بداية هذه السنة". كما دعا الى ضرورة الاستجابة لتطلعات المواطنين في عمق الجزائر في مختلف المجالات من خلال بناء المراكز الصحية و الطرق و توفير الماء الشروب. وبدوره طالب رئيس كتلة تكتل الجزائر الخضراء النائب نعمان لعور بتجسيد اصلاحات سياسية عميقة و جادة من خلال "مراجعة الدستور لتوضيح الرؤية المستقبلية للنظام السياسي في البلاد" ملحا في نفس الوقت على محاربة الفساد والرشوة والتكفل بتجار الاسواق الفوضوية. وابرز اهمية توسيع مجال حرية التعبير وفتح التلفزة الوطنية لمختلف الاحزاب وترشيد النفاقات و تجسيد مبدا فصل السلطات و استقلالية القضاء ودور مجلس المحاسبة في مراقبة الاموال العمومية مشيرا الى ان مخطط عمل الحكومة "يفقتقد لتحليل معمق ولتحديد الاهداف المرجوة و الاليات الواضحة للانجاز و اجال التنفيذ". كما أشار المتدخل الى ما وصفة ب"ازمة الثقة الموجودة بين المسؤولين والشعب وضرورة اعادة بنائها" و وكذا تجسيد قانون تعميم اللغة العربية ومسألة ترقية الحكم الراشد وترقية الخدمة العمومية. وطالب رئيس الكتلة البرلمانية لجبهة القوى الاشتراكية احمد بططاش ب"اجماع سياسي وطني يشارك في ارسائه كل القوى السياسية ومن المجتمع المدني". وفي هذا الصدد اوضح المتحدث انه "لابد و ان يؤمن كل افراد المجتمع الجزائري بهذا الاجماع و بان الثقة بين الحاكم و المحكوم قد فقدت منذ امد طويل" مشيرا الى ان هذا "الاجماع فقط هو القادر على ايصال الجزائر الى بر الامان كما من شأنه ان يحافظ على السيادة الوطنية و يكرس نظام ديمقراطي واجتماعي مثل ما جاء في بيان اول نوفمبر". وابرز بططاش اهمية تجسيد "تنمية تضمن السيادة الوطنية وتكرس بسواعد ابناء الجزائر و ليس بواسطة الشركات الاجنبية "وكذا تحقيق لا مركزية "حقيقية لا صورية" و فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية. اما رئيسة كتلة حزب العمال لويزة حنون فقد دعت الى "تأسيس جبهة داخلية قوية للذود عن الامة و الدفاع عن الوحدة الوطنية" من كل الاخطار والاطماع الاجنبية وكذا تجفيف منابع اليأس لدى الشباب ومراجعة السياسة الاجتماعية وسياسة التشغيل. كما ابرزت اهمية التكفل بكل الملفات وخاصة ملف المفقودين حتى "ينزع فتيل التدخل الاجنبي منه" مؤكدة في نفس رفض حزبها تسليم اي مسؤول لجهات قضائية اجنبية وكذا احداث "قطيعة مع ممارسات الحزب الواحد" ملحة على ضرورة ضمان الشفافية في الانتخابات المحلية القادمة. وذكرت المتدخلة ان حزب العمل سيظل "يراقب اداء و عمل الحكومة و يناهض كل تدخل اجنبي في قرارتها" ملحة على ضرورة تعميق المصالحة الوطنية في الجزائر للقضاء على اثار المأساة التي عرفتها الجزائر خلال السنوات السوداء. ومن جهته عبر رئيس كلتة النواب الاحرار سليم شنوفي عن تأييد الكتلة لمضمون مخطط عمل الحكومة مطالبا في نفس الوقت بالاعتناء بانشغالات الشباب ومكافحة الفساد والجريمة. كما طالب المتدخل بمواصلة عملية اصلاح العدالة و التكفل بسكان الجنوب وازالة العوائق البيروقراطية و ترقية الخدمة العمومية قصد الاستجابة لحاجيات المواطنين.