تخللت أجواء البهجة و الايمان التي تطبع الاحتفال بعيد الأضحى المبارك في مراكز الطفولة و الأشخاص المسنين بشيئ من الحزن الذي خيم على مصلحة طب الأطفال في مستشفى بني مسوس. ففي قرية الطفولة المسعفة بدرارية حصلت كل عائلة تقريبا على أضحية بفضل تضامن ذوي الاحسان. و بعد صلاة العيد تنقل إطارات من المديرية العامة للآمن الوطني لعين المكان و قدموا خرفانا و هدايا للأطفال ثم التحق بهم بعض من سكان المنطقة الذين ساعدوا في نحر الأضاحي. و قد صنع الصغار البهجة و الفرحة بصيحاتهم و صراخهم. و قالت إحدى الأمهات أن "جيراننا يقدمون كل سنة من أجل نحر الأضحية" . نفس الأجواء عاشها مركز الأشخاص المسنين بدالي ابراهيم حيث شارك العاملون بهجة سكان المركز .و قد استمتعت العجائز باللحم المشوي الذي أعد لهن. و أفادت مديرة المركز نعيمة بلحي- التي آثرت قضاء العيد مع هؤلاء النسوة - أنه تم نحر سبع أضاحي تقدم بها المحسنون و أنه تم إهداء خرفان متبقية لمراكز أخرى لم تتحصل على عدد كاف. وعند مخرج المركز لوحظت إحدى النسوة في مقعد منعزل و لما سئلت قالت و هي تردف الدموع "انتظر أن تأتي ابنتي لتأخذني". و اقرت هذه العجوز التي قدمت من الشلف انها تحن كثيرا لعائلاتها و أنها كانت تتمنى لو أنها في هذا اليوم مع أطفالها و أحفادها بالرغم من أن أجواء العيد في المركز تخفف عنها حزنها. و بدورها قالت خديجة من قصر البخاري أن عمال المركز "يهتمون بنا و يغدقون علينا بالحنان الذي افتقدناه". و تدخلت عائشة لتضيف أن إدارة المركز تنظم خرجات نحو محطات العلاج بمياه البحر معربة عن أملها في أن تزور البقاع المقدسة. معاناة أباء الأطفال المرضى في مصلحة طب الأطفال في مستشفى بني مسوس في أعالي العاصمة يخيم صمت حزين على أزقة الجناح يتخلله أحيانا بكاء الأطفال. و قد اضطرت الكثير من الأمهات على قضاء العيد بجوار أطفالهن المرضى بعيدا عن العائلة على غرار السيدة التي قدمت من سطيف لتسهر على راحة ابنتها بشرى التي تعاني من شلل جزئي. و لم تتمالك أم أخرى دموعها عندما تطرقت لمعاناة صغيرتها صاحبة الأربعة اشهر .و قالت انها قدمت من أدرار (جنوب البلد) و أن ابنتها التي تعاني قصورا كلويا مع زالت في غرفة الانعاش. وعند مدخل غرفة العمليات لوحظ زوج شاب من شرشال (ولاية تيبازة) وهو حزين في هذا العيد لأن رضيعته التي تعاني من تشوه لا تستطيع الرضاعة و هذا ما يعكر بهجة العيد بالرغم من إيمانهما.