تخصصت الفرقة المسرحية "مسرح البحر" التي تأسست في أوت 1968 بوهران من طرف قدور نعيمي الذي كان يبلغ عمره آنذاك 22 سنة و هو أول مخرج جزائري متحصل على شهادة في مسرح "الحلقة" لكي تنشئ المسرح الشعبي الجزائري على الخشبة و هي أول تجربة من نوعها. و شرعت الفرقة المعروفة بعملها مع المؤلف الدرامي كاتب ياسين في تجربتها لمسرح-المحاربين (مسرح ملتزم يرمي إلى التغيير الثوري الاجتماعي-السياسي) قبل ثلاث سنوات من عودة كاتب ياسين إلى الجزائر. و وقعت الفرقة بمسرحيتها "جسمي و صوتك و أفكاره" التي وصفتها الصحافة آنذاك "بمسرحية المحترف" على عقد ميلاد نوع مسرحي جديد باللغة الدارجة و كانت تقدم في المزارع المسيرة ذاتيا و الثانويات و جامعات الجزائر. و قبلها ألف "مسرح البحر" مسرحية "النملة و الفيل" المقتبسة عن "الرجل ذو النعل المطاطي" لكاتب ياسين إشادة بمقاومة الشعب الفيتنامي و هي مسرحية تزيد عن ثلاث ساعات حيث قام قدور نعيمي بإدخال عرض الصور الحية. و بعد هذا الاستعراض التقى كاتب ياسين الذي دخل إلى الفيتنام بعمل كرسه أيضا لمقاومة هذا البلد التقى بقدور نعيمي سنة 1971. و خلال تلك الفترة أدت فرقة مسرح البحر أيضا مسرحية "قيمة الاتفاق" و هي اقتباس عن "براشت" و "فورما-ثورة" حيث قدم هذا الاستعراض أزيد من 200 مرة باللغة العربية الدارجة خلال مدة تقل عن 3 سنوات. و يعتمد عمل الفرقة على النصوص الخام المكتوبة من طرف كاتب ياسين و التي لم تكن غالبا موجهة للمسرح الشعبي و تكييفها مع خصوصيات المسرح الشعبي لقدور نعيمي. و ساهم بعض أفراد الفرقة منهم حريكي و محمد حبيب في الترجمة و الإخراج. و يغادر قدور نعيمي الفرقة و الجزائر في اتجاه أوروبا حيث عمل في السينما قبل أن يؤسس مدرسة للسينما في ايطاليا.