أشار المشاركون في ملتقى وطني بورقلة يوم الأربعاء الذي يتناول موضوع "الإعلام و الديمقراطية " أن الحق في حرية التعبير يتوجب ألا يتعارض مع المصلحة الإجتماعية. وذكر المتدخلون في هذا اللقاء الجامعي الذي تحتضنه جامعة "قاصدي مرباح" أنه "ينبغي الإدراك أيضا أن الحق في حرية التعبير ليس مطلقا" وأنه "يتوجب مراعاة مصالح المجتمع في ذلك" "حفاظا على استقراره وأمنه و ذلك بالإبتعاد عن الترويج للأخبار التي من شأنها أن تساهم في تنامي الجريمة و العنف بمختلف أشكاله". كما أجمع الأساتذة والباحثون أن وسائل الإعلام "مدعوة" إلى "الإلتزام بأخلاقيات المهنة" التي من بينها عدم التدخل في الحياة الخاصة للأشخاص مشيرين أن هذا الأمر "لم تغفله المجتمعات الديمقراطية" و أن وسائل الإعلام التي من مهامها إطلاع المواطنين على مختلف المعلومات والمستجدات "يتعين عليها دائما اعتماد المعايير المهنية المتمثلة خاصة في مصداقية الخبر و الموضوعية". كما شددوا على ضرورة أن "تتمتع هذه الوسائل بقدر من حرية التعبير ضمن البناء الإجتماعي "مشيرين إلى القانون العضوي رقم 12 05 من قانون الإعلام الذي يكرس حرية الإعلام و الصحافة . ويرى الأستاذ العايب سليم من جامعة " سعد دحلب" بالبليدة في مداخلة بعنوان " " الحق في التعبير و الإتصال في ظل المسؤولية الإجتماعية " أن حرية التعبير "يتوجب أن ترفق بالمسؤولية الإجتماعية حيث لا يتأتي ذلك إلا من خلال وجود قواعد و قوانين تضبط ممارسة مهنة الصحافة". وفي هذا الصدد أشار الأستاذ مولاي ناجم من جامعة "عمار ثليجي" بالأغواط في محاضرة بعنوان "الممارسة الإعلامية للصحافة في الجزائر: من حرية التعبير إلى علمنة الخطاب" أن هناك من يرى أن "حرية التعبير تعتبر تدعيم لعمل الحكومة و طريق مختصر لتلبية و تجسيد طموحات الشعب كما أن لحرية التعبير لدى البعض الآخر وظيفة الوسيط الإيجابي بين المحكومين و الحاكمين لتسهيل عملية تبادل الأفكار و الآراء". ومن جهته ذكر الأستاذ جمال شاوش شعبان من جامعة الجزائر(3 ) في مداخلة بعنوان " مفهوم الديمقراطية ووسائل الإعلام في المدرسة النقدية المعاصرة: قراءة في فكر يورغان هابرماس "أن علاقة وسائل الإعلام و الإتصال بالديمقراطية تبقى من أبرز اهتمامات رجال الفكر و السياسة و الفلسفة". و يشهد هذا الملتقى الوطني الذي ينظمه قسم العلوم الإنسانية بكلية العلوم الإنسانية و الإجتماعية بجامعة "قاصدي مرباح" مشاركة أساتذة وباحثين في مجالات العلوم الإعلامية و الإجتماعية و السياسية من مختلف جامعات الوطن. و سيتم في إطار هذا اللقاء الذي يدوم يومين مناقشة وإثراء عدة محاور تتعلق ب"الإعلام بين حرية التعبير و المسؤولية الإجتماعية" و" الإعلام التقليدي و الممارسة الديمقراطية" و "الإعلام الإلكتروني والممارسة الديمقراطية" و" الهيمنة و الإعلام و الديمقراطية".