احتضن قسم الاتصال بجامعة 20 أوت نقاشات حادة و مثمرة حول حرية التعبير في الجزائر لا سيما في ظل إقرار دفع التجريم عن الصحافيين و المناداة برفع القيود عنهم وتمكينهم من مصادرة الخبر. اليوم الدراسي نظم يوم الخميس بمشاركة أساتذة و باحثين من جامعات مختلفة تحدثوا عن تاريخ الصحافة و تطوراتها المختلفة و المكاسب المحققة على مر السنوات،وارتكزت مداخلة الدكتور «أحمد عبد اللي« من جامعة قسنطينة حول «زحف الإعلام الجديد» كمواقع التواصل، المدونات، الفيسبوك...ومشاركة المشاهد في نقل الأخبار من واقعه عبر الفضائيات ،مثلما يحدث حاليا بالوطن العربي منذ انطلاق الثورات الشعبية،حيث طرح فكرة سيطرة الإعلام الجديد على التقليدي،وذكر إيجابيات السيطرة من خلال توسيع نطاق الأخبار و رفع الاحتكار عن الطرق التقليدية في نقل الخبر ليضع خطوطا كثيرة حول سلبياته التي ذكر منها التلاعب بالأخبار و الصور من خلال عمليات التركيب و عدم تحديد المسؤولية في حالة التجاوزات كالسب والشتم. الدكتور عبد الغاني رزاقي من جامعة الجزائر قدم عرضا تاريخيا حول الصحافة في الجزائر وفضاء حرية التعبير فيها، حيث عرج على ظهور أول جريدة سنة 1847»المبشر» ،متحدثا عن ضيق فضاء الحرية و اختلافه بين كل مداخلة و أخرى و اعتبر «رزاقي» أن عهد الحزب الواحد كان أكثر حرية إعلامية عن الوقت الحالي لا سيما في بداية التسعينات أين كثرت المضايقات الأمنية و الإرهابية ،وذكر المتحدث أن الجزائر عرفت 800 عنوان منذ الاستقلال إلى حد الآن،أما خلال الاستعمار فكان عددها 250 الأستاذة «سهام بولوداني» من جامعة عنابة تعرضت لبعض مظاهر تذبذب حرية التعبير لعدم الفصل بين مفهومي الدولة والسلطة كذلك سيطرة رجال المال والأعمال على الصحافة والصراع الإيديولوجي بين أصحاب المهنة وأكدت أن الحرية تتحكم بها أعراف وقيم كل دولة. وفيما تعلق بحقوق الصحافيين وقيودها خاصة القانونية فمن حق الصحافي الوصول إلى مصدر الخبر الحق في بطاقة التعريف المهنية حرية الرأي والانتماء السياسي حق الملكية الأدبية والفكرية على كتاباته بالإضافة إلى الحق في التكوين والحماية من كل أشكال الضغط وحقه في دعم السلطات له للوصول إلى مصادر الخبر الأخير الذي اعتبره الأستاذ «خلفة» مجرد حبر على ورق لأسباب كالتقييم والتهرب من التصريح أو إصدار تعليمات تمنع التصريح. اليوم الدراسي عرف نقاشات بين المحاضرين والحضور اختتمها الباحثون بالتنويه بقرار رفع التجريم عن الكتابات الصحفية والدعوة إلى إثراء قانون الإعلام لتعميق حرية التعبير والصحافة ورفع القيود القانونية والمدنية عن حقوق الصحافيين حياة بودينار