إحتفل سكان قرية الخميس بمنطقة بني سنوس (ولاية تلمسان) في ليلة السبت إلى الأحد برأس السنة الأمازيغية الجديدة "يناير" بتنظيم الكرنفال التقليدي "ايراد" (الأسد). وإذا كانت كل منطقة تلمسان تحتفل بالسنة الأمازيغية الجديدة من خلال بعض الطقوس المميزة لهذه المناسبة كشراء الحلويات والفواكه الجافة واللقاءات العائلية فان قرية الخميس تتميز بكرنفالها "ايراد" الذي يعني الأسد. ففي ليلة السبت الباردة تنكر شباب القرية في هيئة أسد ولبؤة وشبل وغيرها من الحيوانات الأخرى المعروفة بهذه الجهة وتجمعوا في ساحة صغيرة بالقرية ليتوجهوا جميعا إلى ضريح الولي الصالح "سيدي أحمد" كمحطة أولى قبل التجوال عبر أزقة القرية وهم يرددون أغاني ويرقصون على إيقاع أنغام البندير في أجواء احتفالية إستثنائية. ويردد المشاركون في الكرنفال شعارات مثل "حنا أصحاب الدارة" أو "شبلالك" أو "ربلالك" ذات الأصل الأمازيغي من المنطقة ويتوقفون عند أبواب المنازل لطلب الصدقة التي توزع في نهاية الاستعراض على الفقراء والمحرومين. وبدون شك فإن الطقوس تغيرت بشكل كبير مقارنة بالماضي حيث كان الرجال يدخلون متنكرين إلي كل بيت وكان إلزاما على كل عائلة أن تشارك بالتصدق بمواد غذائية أو فواكه خاصة منها الجافة التي تشتهر بها هذه الناحية على غرار التين والرمان والزيتون فضلا عن الخبز. أما في العصر الحالي ونظرا لتوسع القرية وتغير النمط المعماري للمساكن التي أضحت أكثر حداثة من ذي قبل ولم تعد تتوفر على "الحوش" (باحات وسط المنزل) يكتفي المشاركون في كرنفال "ايراد" باللعب أمام أبواب البيوت والحصول على النقود بدل أي شيئ آخر. ويشكل هذا الكرنفال الذي يجلب الزوار من ولاية تلمسان ومن جميع أنحاء الجزائر عرضا مسرحيا حقيقيا على الهواء الطلق من شأنه أن يساهم في ترقية السياحة بهذه المنطقة الغنية بتاريخها. ويبقى كرنفال "ايراد" في حاجة إلى ترسيمه ليصبح موعدا سنويا لعشاق تراث الأسلاف.