أدرجت عديد المشاريع التنموية للنهوض بقطاع الفلاحة بولاية الأغواط التي تندرج في إطار الجهود المحلية الحثيثة الرامية إلى استغلال المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها هذه الولاية. ومن بين هذه المشاريع المرتقبة ربط المناطق الفلاحية بالكهرباء على مسافة إجمالية قوامها 200 كلم تندرج ضمن البرنامج التكميلي لسنة 2011 حيث لا تزال هذه العملية قيد الدراسة التقنية على أن تتبع بباقي الإجراءات القانونية وانطلاق أشغال الإنجاز خلال السنة الجارية كما أوضحت مديرية المصالح الفلاحية. وينتظر أن تتدعم أيضا المناطق الريفية بنحو 300 كلم من هذه الطاقة الحيوية على أن تمس 1.200 سكن لفائدة 7.000 نسمة فضلا عن تجهيز الآبار لفائدة 600 فلاحا وهي العملية التي ستكلف 4ر1 مليار دج وفق ذات المصدر. وقد سبقت هذه المشاريع بأخرى مماثلة حظيت بها الولاية برسم برنامج تنمية مناطق الجنوب والتي تتمثل في إنجاز 100 كلم من الكهرباء الفلاحية حيث تتراوح نسبة الأشغال بها ما بين 80 و 90 في المائة من بينها 16 كلم ببلدية بن ناصر بن شهرة التي تحتضن سهل " تاونزة " الفلاحي. وبالموازاة مع ذلك جرى طيلة السنتين المنصرمتين توجيه دعم طاقوي لفائدة الفلاحين تمثل في الكهرباء ومادة المازوت إذ حظي خلال سنة 2011 لوحدها أكثر من 1.280 فلاحا من هذا الدعم بغية التخفيف عليهم أعباء توفير هذه المواد الأساسية. وشملت الطاقة الكهربائية في إطار عملية الدعم التي كلفت أكثر 5ر17 مليون دج المحاصيل الزراعية الإستراتيجية المتمثلة أساسا في الحبوب والأعلاف والبطاطس والنخيل بما يقارب 5.000 هكتار كما أضافت مديرية المصالح الفلاحية. ولعل انعكاسات هذه المجهودات تتجلى بوضوح في المنحى التصاعدي لإنتاج العديد من المواد الغذائية واتساع مساحات غرسها على غرار البطاطس التي تضاعفت بين سنتي 2003 و 2011 من 698 هكتار إلى 1.700 هكتار على التوالي ومن إنتاج 30 ألف قنطار إلى 300 ألف قنطار خلال نفس الفترة. نفس الوضعية تنطبق على محاصيل الزيتون حيث فاقت كميات الإنتاج في الموسم الفلاحي الفارط 20 ألف قنطار من أصل 1.525 هكتار مغروسة غير أن انعدام المعاصر بالجهة لا زال يحد من طموحات الناشطين في هذه الشعبة الفلاحية . ويقابل هذا الإنتعاش تسطير برنامج للإرشاد الفلاحي يعنى بتنظيم دورات تكوينية ولقاءات تحسيسية للفلاحين بإشراف مختصين من معاهد وطنية كالمعهد الوطني لحماية النباتات والمعهد الوطني للخضروات والمحاصيل الصناعية قصد الرفع من مستوى الأداء واعتماد طرق علمية وعصرية. وما تجدر الإشارة إليه هو اقتحام فئة شباب الولاية خلال السنوات الأخيرة للقطاع الفلاحي بما فيه تربية المواشي سواء بالممارسة أو الإستثمار مما يجعل منها نقطة تحول إيجابية باتجاه الحفاظ على هذا النشاط ا لحيوي من جهة والتوجه به من جهة أخرى نحو تطوير الإنتاج كما ونوعا .