تواصلت اليوم الأربعاء أشغال اليوم الثاني من الاجتماع التشاوري الاقليمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية حول تحويل التكنولوجيا بمنطقة شمال افريقيا و الشرق الأوسط على شكل ورشات تقنية. و في اليوم الثاني و الأخير من اللقاء الذي نظم بالجزائر العاصمة بمشاركة مندوبين ممثلين عن 40 دولة عربية و افريقية تمحورت النقاشات حول الآليات الضرورية لضمان تحويل تكنولوجي فعال و التحديات المشتركة بالنسبة للدول النامية. كما تم التطرق إلى المبادرات الرامية الى ترقية الملكية الفكرية و تحويل التكنولوجيا في افريقيا و الدول العربية. و اعتبر الخبراء الذين التقت بهم وأج على هامش الأشغال أنه من الضروري تغيير اتجاه تدفق التحويلات التكنولوجية من محور "شمال-شمال" نحو محور "جنوب-جنوب". و يبدو أنه تم تجسيد هذا التوجه تدريجيا باعتبار أن بعض الدول النامية لا سيما البرازيل و روسيا و الهند و الصين و جنوب افريقيا و دول شرق أوروبا كجمهورية التشيك و أوكرانيا و بولونيا أصبحت هي أقطاب الإبتكار و الملكية الصناعية الجديدة. و تطرق خبراء آخرين إلى إشكالية تجنيد الموارد البشرية لتثمين البحث و التطوير و ضمان فعالية تحويل التكنولوجيا. و في هذا الصدد اقترح مندوب مغربي إشراك المهاجرين في مسار التحويل التكنولوجي باتجاه دولهم الأصلية. و أوصى أيضا بتحضير التلاميذ و الثانويين و الجامعيين لكي يصبحوا "مبتكري الغد" و تحديد النوع المؤسساتي الذي يشرف على منشئات تحويل التكنولوجيا. و دعا مندوبون آخرون إلى تحويل المهارة و المعارف بين مؤسسات نفس البلد و نفس المنطقة بغرض التكامل. و يواجه تنفيذ هذا الاقتراح العراقيل المتعلقة بالمردودية الاقتصادية لكل مؤسسة. و ينتظر أن تختتم أشغال هذا الملتقى الذي بدا أمس الثلاثاء بحضور وزير الصناعة و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و ترقية الاستثمار السيد شريف رحماني في نهاية نهار اليوم الأربعاء بتبني مجموعة من المقترحات ترمي إلى تحسين تحويل التكنولوجيا مع حماية الملكية الفكرية. و من المقرر أن تعرض هذه التوصيات على الهيئات التنفيذية للمنظمة العالمية للملكية الفكرية الموجود مقرها بجنيف لإدراجها في مخطط عمل موجه لمرافقة البلدان النامية في مجال الابتكار و تحويل التكنولوجيا.