أدت المرأة الجزائرية دورا حاسما في الكفاح ضد الاحتلال رغم أن التاريخ احتفظ بأسماء البعض منهن فقط على غرار لالا فاطمة نسومر رمز المقاومة الشعبية في وجه مختلف الحملات التي قادها المارشال راندون ما بين 1850 و 1857 لاحتلال منطقة القبائل. و قد تم التذكير بهذا الجانب البارز للمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي بمنطقة القبائل في مداخلات حول "الأسطورة" لالا فاطمة نسومر يوم الأربعاء بدار الثقافة بتيزي وزو بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة من طرف السادة سي يوسف محمد أستاذ بجامعة تيزي وزو وعمر قرجة جامعي وخدام محند أوبلقاسم مفتش التربية الوطنية. ورغم صغر سنها (27 سنة لدى وقوع هذه الأحداث) ذاع صيت لالا فاظمة نسومر بفضل شخصيتها البارزة و بعد نظرها وهو ما مكنها من تعبئة المسبلين أثناء المعارك التي قادتها ضد العدو كما جاء في محاضرة سي يوسف محمد بعنوان" ظروف بروز فاطمة نسومر كزعيمة المقاومة". و أضاف المحاضر أن المارشال راندون (جلادها) وصف هذه المرأة الشجاعة ب"جان دارك الجزائر". و كان القادة الحربيون في تلك الفترة أمثال شريف بوبغلة و سي الحاج عمار يستشيرونها للدعوة للجهاد و تجنيد سكان القرى للتصدي للعدو. و لدى تعرضه لدور المرأة في مكافحة قوات الاحتلال ذكر السيد عمر قرجة أنها لم تكتف بالإمداد و إسعاف الجرحى و الطبخ و إعادة شحن السلاح بل قامت أيضا بتشجيع المقاومين على مواجهة قوات العدو بإطلاق الزغاريد. و ذكر المحاضر في هذا السياق بمعركتي تاشكيرت (جوان 1954) و اشاريدن (جوان 1957) وهي منطقة تقع بين عين الحمام والأربعاء ناث اراثن و التي حملت أثناءهما النساء أوان مملوءة بالحناء يطلى بها كل مقاوم يحاول الفرار من ميدان المعركة. وأضاف السيد قرجة أن كل من توضع عليه هذه العلامة بواسطة الحناء سيحمل بصمة عار و يكون منبوذا من طرف قبيلته و حتى أفراد عائلته مشيرا إلى أن الرجال في ذلك الوقت كانوا يفضلون الموت في ميدان المعركة بدلا من التعرض للعار على يد النساء لاسيما من بينهن المقاومات. و قد عجز العدو رغم ما يمتلكه من قوة عن مواجهة شجاعة المسبلين في الميدان حيث لم يتمكن من احتلال منطقة القبائل إلا في جوان 1857 مستغلا في ذلك عامل المباغتة للنزول بالأربعاء ناث اراثن يوم العيد في شهر ماي من نفس السنة. من جهته اهتم المحاضر خدام بجوانب من شخصية لالا فاظمة نسومر حيث ذكر أنها كانت تتمتع بروح الشرف والتضحية لدرجة أنها تخلت عن الزواج و تفرغت للمقاومة رغم طلبات الزواج المتعددة الواردة على هذه المرأة في غاية الجمال.