مرت أربعون سنة لم تلتق فيها عين الفوارة حورية الماء الرخامية و الأسطورية المنتصبة بوسط سطيف مع "الملكة الصغيرة" لدورة الجزائر لسباق الدراجات الهوائية. فمنذ دورة الجزائر الرابعة لسباق الدراجات الهوائية "هواة" التي تميزت بيوم ماطر حيث فاز بمرحلة قسنطينة - سطيف بكل سهولة الهولندي جيري كنيتيمان ذات 27 مارس من عام 1973 وهو فوز لم يمنع البولوني ستانيسلو سزوزدا الحاصل على الميدالية الفضية في الألعاب الأولمبية لعام 1972 بميونيخ بألمانيا (الجمهورية الفيدرالية الألمانية آنذاك) من أن يكون الرابح الكبير في هذه الدورة الرابعة. بعد أربعين سنة حتى وإن كان تمثال عين الفوارة لا يزال قابعا بمتانة في مكانه بعد أكثر من مائة سنة من تشييده إلا أن المدينة تغيرت كثيرا. و تعد المنطقة العمرانية "الململمة" بسفح جبل مغرس الذي يزيد علوه عن 1700 متر و الذي نجتازه (على الأقدام) في أقل من ربع ساعة بين بوعروة بالمدخل الشرقي و"الأكاديمية" بالمدخل الغربي اليوم في بلد الأمير عبد القادر إحدى المدن الأكثر أهمية ولكن أيضا أجملها حسب ما يتفق على تأكيده زوارها. و باتجاه الشرق حيث يظهر قطب الهضاب يقابله قطب قاوة شمالا و نحو الغرب المدينةالجديدة شوف لكداد التي ستنجز مستقبلا وحي سيدي الخير (الولي الصالح للسطايفيين) تبرز للعيان مدينة سطيف ذات الأقطاب الجامعية الثلاثة المتواجدة في الوقت الراهن وسط تجمع سكاني ب5 ملايين ساكن ليست له أي علاقة ب1973 سوى ربما تحمس السكان الرياضيين و تحليهم بحسن الضيافة. فمنذ أربعين عاما تساقط بهذه المنطقة مطر خفيف و هو نفس الأمر الذي حدث اليوم الثلاثاء على الساعة 11 عند انطلاق المرحلة الثانية من دورة 2013 باتجاه الجنوب نحو بسكرة بمشاركة مجموعة متنافسين تتكون من أكثر من 100 دراج. و حتى إن يصعب التكهن بمن سيفوز بهذه المرحلة الثانية إلا أن هذه المنافسة أعطت بوادر منافسة حامية الوطيس منذ إعطاء إشارة انطلاقتها. و يبقى شيء واحد واضح أن جهة الزيبان و الواحات ستكون مخالفة من حيث الطقس و المناظر الطبيعية ما سيبهر المتسابقين بالخصوص منهم القادمين من 12 بلدا أوروبيا.