دعت الدكتورة بختي سعاد مختصة في جراحة الاعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا الى الوقاية من مرض سبينا بفيديا الذي يتسبب في عدة إعاقات ثقيلة عند الاطفال قبل برمجة الحمل. وأكدت الدكتورة بختي عشية اليوم الوطني للمعاقين الذي يصادف ال14 مارس أن مرض سبينا بفيدا يتسبب في تشوهات خلال المراحل الاولى من تكوين الجنين على مستوى النخاع الشوكي والفقرات السفلى مما يؤدي الى ظهور كيس على مستوى هذه الفقرات وبالتالي حدوث إعاقات خطيرة. ويرجع المختصون هذه الاختلالات الى عدم تناول المرأة التي ترغب في الحمل للحامض الفوليكي (الفيتامين ب9) شهرين قبل وخلال الثلاثة أشهر الاولى للحمل مما يؤدي الى الاصابة بهذا المرض الثقيل الذي يعتبره الاطباء المتسبب الرئيسي في العجز الحركي بدرجات مختلفة. وحذر الاطباء بعض الامهات اللوتي أنجبن أطفالا مصابين بمرض السبينا بفيدا والنخاع الشوكي واللواتي تناولن دواء علاج الصرع أو مصابات بداء السكري من برمجة حمل آخر دون إعلام طبيبهن بذلك باعتبارهذه الفئة معرضة أكثر من غيرها من النساء الى إصابة جنينها بأمراض النخاع الشوكي. وينصح الاطباء بوصف الحامض الفوليكي أو توزيعه مجانا بالمراكز الجوارية لحماية صحة الام والطفل حيث يساهم هذا الحامض في وقاية الجنين من الاصابة بمرض سبينا بفيدا وبالتالي من التشوهات الخلقية المرتبة بهذا الداء بنسبة 70 بالمائة. وأوضحت الدكتورة بختي أن مرض سبينا بفيدا يتسبب في اختلالات بالجهاز البولي وعجز كلوي كما يحدث في العديد من الحالات شللا كليا. ويمكن الكشف عن هذا المرض -حسبها- باستعمال تقنية الايكوغرافيا ذات البعد الثلاثي للكشف عن تواجد الماء بجمجمة الجنين والتحقق من تحريك أرجله. ويساعد التشخيص المبكر للمرض على تنظيم العلاج بعد ولادة الطفل ومتابعته بالاختصاصات التي تتكفل بهذا المرض حيث يرى المختصون أن أحسن علاج يكمن في الجراحة التي ينصح باجرائها خلال الثلاثة أيام أولى من حياة الرضيع لتفادي تعرضه الى العدوى بأمرض أخرى. وحذرت الدكتورة بختي من إنسياق الأباء وراء بعض الجهات التي توجههم عبر شبكة الانترنيت للعلاج بالخارج مؤكدة بأن المصاب بهذا المرض لا يشفى وأنما تساهم الجراحة في استئصال الورم وتفادي تعقيدات الداء كما تسهل التكفل بالمريض من ناحية التأهيل الحركي وتركيب الاعضاء الاصطناعية. وأشارت بالمناسبة الى أن حالة واحدة من الإصابة بأمراض النخاع الشوكي تكلف بالولايات المتحدةالامريكية مليون دولار ونصف لانها تستدعي عدة أنواع من العلاج الى جانب متابعة المعاقين دراستهم بمدارس خاصة. وتقوم مصلحة جراحة الاعصاب بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا لتعاون مع المؤسسة الاستشفائية للتأهيل الحركي بتقصرين بتنظيم العلاج من أجل ضمان تكفل أحسن بالمصابين.