أكد مزيان أمنفوش، رئيس مصلحة بالمؤسسة الاستشفائية، المتخصصة في التكييف الحركي وإعادة التأهيل للشاطئ الأزرق بسطاوالي، عشية الاحتفاء باليوم العالمي للمعاقين الذي يصادف الثالث ديسمبر من كل سنة، أن أكثر من 28 بالمائة من الإعاقة بالجزائر، مصدرها وراثي، مستندا في ذلك إلى التحقيق الذي أجرته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بالتعاون مع الديوان الوطني للإحصاء وعدة وكالات أممية بالجزائر. أوضح مزيان أمنفوش، رئيس مصلحة المؤسسة الاستشفائية للشاطئ الأزرق، أن هيئتهمم تتكفل بما لا يقل عن 7000 مريض سنويا، يعانون من مختلف الصدمات والكسور والإعاقات الناجمة عن حوادث المرور وارتفاع ضغط، الدم الشرياني والتشوهات الخلقية، موضحا في ذات الأمر أنهم يستقبلون أيضا أزيد من 900 حالة تمكث بمؤسستهم من جميع الفئات العمرية تتلقى العلاج ومن مختلف مناطق البلاد. وأفاد رئيس المصلحة أن حوادث المرور أيضا جزء من الإعاقات المعقدة في المجتمع الجزائري، هذه الأخيرة تأتي في مقدمة الحوادث بنسبة 1607 بالمائة من الإعاقة، وأكثرها المتسببة في الكسور التي تصيب فقرات الرقبة والعمودي الفقري، كما أنها تشكل عبئا ثقيلا على الحكومة من اجل التكفل بهذه الحالات. وكشف المتحدث لنا أن هيئتهم تستقبل كل شهرين ثلاث حالات جديدة متبوعة بحوادث العمل، تضاف إلى عدد الحالات الخطيرة لضحايا حوادث المرور التي تتطلب الجراحة والعلاج والتكيف الحركي والمتابعة والمراقبة الطبية المستمرة من طرف عدة اختصاصين، حيث إن غالبية الضحايا شباب في مقتبل العمر، يتعرضون إلى إعاقات خطيرة، تتسبب في شلل تام وضياع حياتهم الاجتماعية، مضيفا أن التكفل بالحالة الواحدة يستدعي المكوث بالمستشفى بين ثلاثة إلى ستة أشهر. وفي سياق متصل أضاف نفس المختص أن شريحة العمر الأكثر الإصابة بالإعاقة ما بين سنتين و20 سنة بنسبة 65 بالمائة، تليها الفئة من 20 إلى 59 سنة بنسبة 34 بالمائة، لتكون نسبة 18 بالمائة لشريحة 60 سنة وما فوق، هذه الأخيرة اعتبرها مزيان أمنفوش، رئيس مصلحة المؤسسة الاستشفائية للشاطئ الأزرق، في مقدمة الإعاقة الناجمة عن حوادث والجروح ب17 بالمائة، موضحا أن الرجال أكثر عرضة لهذه الإعاقات من النساء. واستنادا إلى التحقيق الذي أجرته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بالتعاون مع الديوان الوطني للإحصاء وعدة وكالات أممية بالجزائر، أضاف محدثتا قائلا إن التشوهات الخلقية والأمراض المعدية، هي الأخرى جزء في ذلك حيث تم إحصاء نسبة 2,14 بالمائة، تليها آثار الشيخوخة بنسبة ب 5,12 بالمائة، العنف النفسي والجسدي ب9,7 بالمائة، لتأتي صدمات وضع الحمل اقل نسبة ب 2 بالمائة من هذه الإعاقات. وفي سياق متصل أكد محدثنا أن نسبة 25 بالمائة من الإعاقة تحدث عند ولادة الطفل، و11 بالمائة أثناء فترة الطفولة، يعني اقل من 5 سنوات، و15 بالمائة إلى الفترة الممتدة من 5 سنوات إلى 18 سنة و41 بالمائة تحدث في سن 19 سنة وما فوق. وفي الأخير دعا الأستاذ أمنوش إلى ضرورة إنشاء مراكز خاصة للتكفل واستقبال المصابين بالكسور التي تصيب الفقرات وإصابات النخاع الشوكية وتتسبب أيضا في شلل تام للمصاب. وللوقاية والحد من حوادث المرور والأضرار الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عنها، حث الأستاذ أمنوش على تعزيز جوانب الوقاية، عبر وسائل الإعلام واللوائح الإشهارية، لوضع حد للخسائر البشرية.