دعا الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء قمة مجموعة "البريكس"المنعقدة في جنوب افريقيا إلى بذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب السوري بسبب العقوبات الاقتصادية فيما طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالتعجيل في السعي لحل سياسي للازمة. وفي رسالة موجهة إلى مجموعة "البريكس" وبثتها وكالة الانباء السورية "سانا" دعا الرئيس الأسد "قادة القمة لما يمثلونه من ثقل سياسي واقتصادي وحضاري إلى إحلال السلام والأمن والعدل في عالم اليوم المضطرب وبذل كل جهد ممكن لرفع المعاناة عن الشعب السوري التي تسببت بها العقوبات الاقتصادية الظالمة والمخالفة للقانون الدولي". وأعرب عن "أمله" بأن تقوم دول البريكس"بدور فعال لمنع جموح دول معروفة في التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى خلافا لما نص عليه ميثاق الأممالمتحدة وللعمل من أجل تحقيق الديمقراطية في العلاقات الدولية". من جهتها طالبت منظمة العفو الدولية اليوم قمة "البريكس" بممارسة الضغوط على جميع أطراف النزاع في سوريا للالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان من خلال إظهار قيادة دولية على مستوى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وحثت المنظمة أيضا البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب افريقيا المكونة لمجموعة البريكس على ممارسة الضغوط على جميع أطراف النزاع في سوريا للالتزام بالقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان . واوضحت آن هاريسون نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية "يتعين على دول البريكس أيضا بذل كل ما بوسعها لضمان قيام مجلس الأمن الدولي بإحالة الوضع في سوريا إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في أقرب وقت ممكن لضمان المساءلة عن الجرائم الدولية المرتكبة من قبل جميع الأطرف في النزاع". وحذرت من أن الوضع في سوريا "تحول إلى كارثة لحقوق الإنسان تتكشف أمام أعيننا على أساس يومي تملي على المجتمع الدولي منح الأولوية لحقوق الإنسان هناك في جميع لقاءاته". كما دعا بدوره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون القمة العربية التي اختتمت امس في الدوحة العاصمة القطرية إلى التعجيل في السعي لحل سياسي في سوريا قبل أن يفوت الاوان وللحيلولة دون تدمير البلاد. وقال بان كي مون في رسالة مؤتمر قمة جامعة الدول العربية أن "الآثار غير المباشرة للصراع في سوريا تظهر جلية في البلدان المجاورة" داعيا إلى "التعجيل في السعي للتوصل إلى حل سياسي قبل أن يفوت الأوان للحيلولة دون تدمير سوريا". كما تطرق بان كي مون إلى الازمة الانسانية التي تواجهها سوريا والتي تسببت في تشريد أكثر من ثلاثة ملايين شخص من ديارهم لافتا إلى أن "الأممالمتحدة تبذل قصارى جهدها لإيصال المعونة إلى السوريين المحتاجين" معتبرا انه "من المهم للغاية الوفاء بالتعهدات التي قطعت خلال مؤتمر الكويت في 30 جانفي الماضي. وكانت القمة العربية أكدت في اختتام أشغال دورتها ال 24 بالدوحة على أهمية الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي كأولوية للأزمة السورية مع الإشادة بما تبذله الدول العربية من جهود لإعانة النازحين السوريين. كما أكد البيان الختامي المتبنى من قبل القادة العرب على دعم مهمة المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية و الأممالمتحدة الأخضر الإبراهيمي في سوريا. فيما إعتبرات روسيا اليوم الأربعاء أن قرارات القمة الجامعة العربية بشأن سوريا تشجع الخيار العسكري في حل الأزمة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكساندر لوكاشيفيتش في بيان له ان "ما حدث في قمة الجامعة العربية في الدوحة والقرارات التي تم تبنيها هناك تمثل تشجيعا واضحا وصريحا لا لبس فيه لتلك القوى التي لا تزال تضع الرهان على الحل العسكري للصراع الدائر في سوريا غير عابئة بألم ومعاناة السوريين اللذين يتضاعفان يوما بعد يوم". كما اكد من جهته المتحدث بإسم البيت الأبيض الامريكي جاي كارني اليوم "أنه ليس لدى حلف شمال الأطلسي (ناتو) أية نية للتدخل العسكري في سوريا وذلك بعد مطالبة رئيس الإئتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب في قمة الدوحة بمد المعارضة بكل أشكال الدعم. - دول الجوار تدق ناقوس الخطر أمام تدفق اللاجئين- وفي ظل استمرار الازمة بسوريا دون حلول حيث استفحلت معها ظاهرة نزوح الافراد نحو الدول المجاورة والتي دقت بدورها ناقوس الخطر ,دعا البرلمان الأردني اليوم إلى انشاء منطقة أمنية داخل الحدود السورية لوقف تدفق اللاجئين السوريين إلى البلاد داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته حيال الوضع الإنساني الذي يعيشه اللاجؤون. وطالب النواب الأردنيون خلال جلسة اليوم برئاسة سعد هايل السرور وحضور رئيس الوزراء عبدالله النسور ''بانشاء منطقة امنية داخل الحدود السورية لوقف تدفق اللاجئين السوريين الذين باتت اعدادهم المتزايدة تشكل ضغوطات امنية واجتماعية واقتصادية وسياسية على الاردن". كما أعلن رئيس الحكومة الأردنية عبدالله النسور اليوم أن بلاده على وشك التوجه إلى الأممالمتحدة لشرح معاناتها جراء استقبال اللاجئين السوريين معتبرا أن استمرار لجوء السوريين إلى الأراضي الأردنية وصل إلى "كارثة إنسانية كبيرة أكبر كثيرا من أن يتحملها الأردن". وأشار إلى "وجود نحو مليون سوري على أراضي المملكة" وتحدث عن "توقعات بأن يعبر 700 ألف سوري إلى الأردن خلال العام الحالي وربما سيزداد هذا العدد أكبر من ذلك". وكانت السلطات الاردنية أعلنت اليوم انها استقبلت خلال الساعات ال24 الماضية 1844 لاجئا سوريا موضحة ان اللاجئين يواصلون التدفق إلى البلاد عبر النقاط الحدودية منذ اندلاع الازمة في سوريا.